وتكلم عن الثروة والمالية فقال انه كان يدخل بيت مال المسلمين زمن المأمون من المال ما يساوي ثلاثمائة وخمسين مليون فرنك بعد طرح جميع نفقات الدولة في حين نرى انكلترا وهي أغنى دول الأرض وعليها من الديون ما يقرب مليار ليرة وروسيا وعليها مثل ما على انكلترا. وتوسع في الكلام عن العلماء والعلوم والمكتبات والمساجد وقصور الملوك في الشرق والغرب ومنها ما كلف الملايين من الجنيهات. وألم باهتمام السلف في تعمير الأراضي وتوسيع البلاد فقال كانت مساحة مدينة قرطبة في الأصل ٣٣ ألف ذراع فاهتموا في توسيعها فبلغت طولاً ٢٤ وعرضا ستة أميال فصار المجموع ١٤٤ ميلاً مربعاً وهذه مدينة لندن أوسع بلاد العالم تشتمل على ما يقرب من سبعة ملايين من النفوس مساحتها ١١٧ ميلاً مربعاً وكان سكان مدينة بغداد مليوناً ونصفا وعدد شوارعها ٦٤ ألفا وأنهارها ١٥٠ ألفاً ودورها ٢٤٠ ألفاً ونفوس بغداد اليوم لا تبلغ ١٥٠ ألفاً وكانت انهار البصرة في عهد بلال بن أبي درة ١٠٠ ألف نهراً تجري فيها السفن الصغار ومن هنا يمكنك أن تقيس عدد نفوسها وبلغت مساحة البصرة ٣٩ ميلاً مربعاً وكان عرض الشارع العام فيها ٦٠ ذراعاً وسائر الشوارع ٢٠ ذراعاً ونفوس البصرة اليوم ٣٠ ألفاً وكان عدد رجال مصر بعد الفتح ثمانية ملايين فإذا أضفنا إلى ذلك الأطفال والشيوخ والنساء يبلغ عدد نفوسها ثلاثين مليوناً وكانت مساحة أرضها الزراعية في زمان هشام بن عبد الملك ثلاثين مليوناً من الأفدنة وقيل انه كانت الفسطاس في الاتساع بحيث اشتملت على ٣٦ ألف مسجد وثمانية ألاف شارع عام و١١٧٠ حماماً وبلغت طبقات دورها سبع طبقات لشدة الازدحام وكان كثير من دورها يشتمل على مائتي نفس وصرفوا على بعض أبنيتها مثل دار الحرم