وأهملت حتى انهد مني كما ترى ... مبان لنشر العلم عزت مبانيا
وصرت على حكم الذين تحرزوا ... من العلم يا هذا إلى ما ترانيا
فقد ذوي الغصن الذي كان ناضراً ... وقد عطل الجيد الذي كان حاليا
أضاءت قرون بي هي اليوم قد خلت ... فسل إن تشأ عني القرون الخواليا
وكنت أرجي أن تعود عمارتي ... إذا بعث الرحمن للعلم راعيا
فأملت عمراً ذلك العود باطلاً ... وعشت له دهراً أمني الأمانيا
أرجي بها أني ألاقي شبيبتي ... فأيقنت هذا اليوم أن لا تلاقيا
لقد نقض الأيام بالعجم مرتي ... ومر الليالي يتبعن اللياليا
ورنق عدوان الزمان معيشتي ... فمن لي بأن ألقى الزمان مصافيا
ومزقني الباغون كل ممزق ... ولا أحدٌ عن فعل ذلك ناهيا
فقد صيروا للفحم بعضي مخزناً ... وبعضي حوانيتاً وبعضي ملاهيا
وحطت بساحاتي ابتغاء رسومها ... بضائع للتجار تشقي الأهاليا
ولاقيت منهم كل خسف وجفوة ... فماذا عسى من بعد ذا أن ألاقيا
أغل فلا أسقى من الماء شربة ... ودجلة تجري بالنمير أماميا
فيا ليتني كنت اسمحوت باجمعي ... ولا كان في حالي كذا الذل باديا
كما أنه أختي النظامية اسمحت ... ولم يبق من آثارها الدهر باقيا
وكل جديد سوف يرجع للبلى ... إذا لم يكن منه له الله واقيا
بغداد