طوله ٧ أمتار في عرض ٤ أمتار و٢٠ سنتيمتراً وفي ارتفاع متر و٨٠ سنتيمتراً وبناء الإيوان بالجص والطاباق.
هذا ما يمكن أن يقال عن الإيوان في هذا العهد وأنت ترى انه لم يبق منه إلا انقاض بالية لولا وجودها لاندرست رسوم هذا الصرح الفخم بيد أن ما بقي منه كاف لإظهار عظمة الفرس القدماء وحسن ذوقهم وطول باعهم في الفنون الهندسية وهذا الصرح الشاهق لا يقل ضخامة وفخامة عما شيده اليونان والرومان في البلاد التي دانت لهم واعضوا أهلها بأسيافهم وبلغت فيها حضارتهم أقصاها ومنتهاها. ولا جرم فالفرس أو لو تمدن زاهر ونسب عريق في الحضارة والمدينة، وقد وقف البحتري الشاعر الشهير على أطلال المدائن ففاه بقصيدة هي أحسن وأعذبها وارقها قال بعد أن عاتب زمانه وشرح حالته:
حضرت رحلي الهموم فوج ... هت إلى ابيض المدائن عنسي
اتسلى عن الحظوظ وآمي ... لمحل من آل ساسان درس
ذكرتنيهم الخطوب التوالي ... ولقد تذكر الخطوب وتنسي
وهم خافضون في ظل عال ... مشرف يحسر العيون ويخسي
مغلق بابه على جبل القب ... م ق إلى دارتي خلاط ومكس
حلل لم تكن كإطلال سعدى ... في قفار من البسابس ملس
ومساع لولا المحاباة مني ... لم تطقها مسعاة عنس وعبس
نقل الدهر عهدهن عن الجدة ... م حتى غدون أنضاء لبس
فكأن الجرماز من عدم الأ ... م نس وإخلاله بنية رمس
لو تراه علمت أن الليالي ... جعلت فيه مأتماً بعد عرس
وهو ينبيك عن عجائب قوم ... لا يشاب البيان فيهم بلبس
فاذا ما رأيت صورة انطا ... م كية ارتعت بين روم وفرس
والمنايا مواثل وانوشر ... م وان يزجي الصفوف تحت الدرفس
في اخضرار من اللباس على اص ... م فر يختال في صبيغة ورس
وعراك الرجال بين يديه ... في خفوف منهم وإغماض جرس
من مشيح يهوي بعامل رمح ... ومليح من السنان بترس