إن تاج الشيب يا آل النهي ... عندنا أجمل من تاج العروس
إن ذاك التاج نور ساطع ... من شعاع العقل في رأس الرئيس
ومما يروى أنه كان سائراً مع صديقه المعلم سليم كساب رحمهما الله من بيروت إلى دمشق راكبين فنظم في طريقه قصيدته المشهورة:
حمل النسيم لنا عبير شذاكا ... ظبي الختام فرحت من أسراكا
ومنها:
مغنى توهمت السماء رحابه ... لما رأيت أهيله أملاكا
وظننت سكان المضارب أنجماً ... لما رأيت خيامه أفلاكا
إلى أن قال وقد قدحت سنابك خيلهما شراراً في فحمة الليل:
ركب الظلام وسار يخترق ألفلا ... نحو الربوع وغادر الأدراكا
وتسنمت عصف الرياح جياده ... تجري كدمع الصب يوم نواكا
ترمي سنابكها الشرار كأنها ... وقدت أضالعها بنار هواكا
وهي طويلة بليغة كلها من هذا الطراز الرائع
ومما ارتجله مشيراً إلى اسم أسرته في صغره:
بدوية لاموا العميد بحبها ... فأحبتهم والدمع أحمر قاني
ما شأن فيها ها بدوية ... ترمي السهام بمهجة الحوراني
وله من قصيدة طويلة في صباه:
من كل غرثى وشاح ما دنت ورنت ... إلا رمت بسهام الطرف مضناها
تظل نيران إبراهيم موقدة ... منها كليم الحشى في طور سيناها
هيفاء تزنو في بحر السنا وأنا ... اختال في مثل ما يشكوه جفناه
بالوصل أبخل غادات الورى خلقت ... وعند سفك دم العشاق أسخاها
وله أخرى في صباه متفنناً:
في وجنتيه لكل شمس مطلع ... وبمقلتيه لكل نفس مصرع
قمر لفه في كل صدغ عقرب ... من فرعه ومن البروج البرقع
إلى أن قال وأجاد بالتوجيه النحوي والعروضي: