ما لقلبي تهزه الأشواق ... خبرينا أهكذا العشاق
كل يوم لنا فؤاد مذاب ... ودموع على الطلول تراق
عجب كيف تدعي الورق وجدي ... ولدمعي يجيدها أطواق
كم لنا بالحمي معاهد أنس ... والصبا يانع الجنا رقراق
عهد لهوي به الليالي ترامت ... ما لها عرست به الأحداق
بالظعن به الرياق تهادي ... نهنهي السير ساعة يا نياق
فبأحداجك استقلت ظباءٌ ... آنسات بيض الخدود رفاق
فارحمي يا أسيم لوعة صب ... شفه الوجه بعدكم والفراق
كاد يقضي من الصبابة لولا ... أن تحاماه في الوداع العناق
وقوله:
ضممتها فنثنت وهي قائلة ... بالغنج رفقاً لقد فصمت أطواقي
رقت محاسنها حتى لو اتخذت ... عرشاً بناظرتي لم تدر آماقي
وبت أسقى وباتت وهي ساقيتي ... نحسو الكؤوس ونسقي الأرض بالباقي
في مربع نسجت أيدي الربيع له ... مظارف الزهر من رند وأطباق
تشدو العنادل في أرجائه طرباً ... والغصن يسحب فيه ذيل أوراق
كأنما النرجس الغض الجني به ... نواظر خلقت من غير أحداق
والنهر مطرد والزهر منعكس ... والناي ما بين تقييد وإطلاق
صج الأعشى
نشرت دار الكتب الخديوية بمصر كتاب صج الأعشى في كتابة الإنشا تأليف الشيخ أبي العباس أحمد القلقشندي المصري المتوفى سنة ٨٢١هـ -. وقد طبعت أولاً الجزئين الأولين منه ثم طبعت جزأين آخرين الثالث والرابع بطبع مشرق بديع وورق صقيل قل جداً في الكتب العربية ما طبع على مثاله الرائق.
وهذا الكتاب (ص١٧١ ج٨ من المقتبس) هو دائرة معارف مكبرة لطالب الإنشاء فيه جميع ما يحتاج إليه مما هو مبعثر في كتب مبعثرة يذكر فيه ما يشق طلبه من كتب متفرقة وتصانيف متعددة أو يكون في المصنف الواحد منه النبذة غير الكافية ولا يجتمع منه