يقل ليس هذا من شأني بل كان يفكر في جيرانه كما يفكر في أهل بيته وبذلك قامت مدينتهم وخافهم عدوهم وغبطهم صديقهم وكانت قراهم أرقى من قرانا ومدنهم لا تقبل القياس مع مدننا.
خسائر الاتفاق
يفهم من التقارير التي نشرتها دول الاتفاق أن خسائرها كانت إلى أخر سنة ١٦١٥ ثمانية ملايين وثلث مليون رجل منها ٢١. . . . . رجل من فرنسا و٤٦٥. . . . من روسيا و٣٥. . . . من إنكلترا و٣. . . . . من بلجيكا (لم يبقى سوى ٥. ألف من جيش بلجيكا المؤلف من ٣٥. ألف) و ٥. . . . . من سربيا (دعت لحمل السلاح رجالها إلى سن ٧. فبلغ عدد الجيش ٦. . ألف لم يبقى منه سوى ١. . ألف) و٥. . . . من الجبل الأسود و٢٥. . . . من إيطاليا و٨٣. . . . . المجموع.
معامل السكر في الشام
الغالب أن مؤلفي العرب لم يكونوا يعنون عناية أهل هذه الأيام بذكر الصادرات والواردات من البلاد ولذلك عميت علينا كثير من أحوالها الاقتصادية فلا نعرف أكثر الصناعات التي كانت لعهد ارتقاء هذا القطر مثلاً إلا من سطور قليلة لا تكاد تبل الصدا. من كان يظن أنه كان يصدر في القرن الرابع عشر في الهجرة من بيت المقدس المرايا وقدور القناديل والإبر ومن طبريا ودمشق الكاغد أي الورق ومن صور السكر والخرز والزجاج المخروط لو لم يشر إلى ذلك المقدسي في كتابهأحسن التقاسيم في معرفة الأقاديمإشارة خفيفة. ومعلوم أن هذه الصناعات معدومة بتاتا في هذا القرن الرابع عشر من بلاد الشام وقد كتب الأمير شكيب أرسلان بمناسبة قلة الوارد من السكر وارتفاع أسعاره في القطر الشامي جملة في جريدة الشرق قال فيها: من أكبر دواعي الأسف أن يكون عندنا نهر كنهر الشريعة ماراً بأخصب أراضي الدنيا من بانياس إلى البحر الميت مسيرة خمسة أيام على ألفارس طولاً ويوم واحد عرضاً وأن لا نستفيد منه إلا سداداً من عوز. وأشد داعياً للأسف من ذلك أن تكون هذه شابكة العمارة في الغابر دارة الحلبة فائضة الخير والمير متصلة بالمدن والقرى وأن تبقى الآن عاجزة عن مبرة من فيها من بادية العرب ورحل الغوارنة قال ياقوت الحموي المتوفى سنة ٦٢٦ للهجرة عند ذكر الأردن في معجمه هي أحد أجناد الشام الخمسة