هو أن كل عيش فيه حتى ... هو أنا والهواء به هو أن
كأن له ديوناً ليس تقضي ... وأنفسنا على الدين الرهان
نقاد بحكمه طوعاً وكرهاً ... وما غير الهوان لنا عنان
وللعقل الذكي به اعتقال ... وللمال الصفي به احتجان
ويخطئ قصده ذواللب فيه ... ويدرك ما يحاوله الهدان
وبكر للحوادث جاء فيها ... لها بنفوسنا حرب عوان
فلم تر قط عين الدهر حرباً ... تماثلها ولا بصر الزمان
عجائبها تطيش بها عقول ... وهن بكل حادثة رزان
فدع أثراً يكذبه عيان ... وخذ خبراً يصدقه العيان
إذا خاض الوغى دب وحوت ... ونسر قل متى يلفى الأمان
تفانى الناس إرهاقاً وقتلاً ... ومن هذين لم يخل مكان
وكم عطف (الهلال) على البرايا ... وما أجدى التعطف والحنان
بدا بدراً ومذ ساموه نقصاً ... تعطف مثل ما انعطف السنان
تألبت الملوك على مليك ... تدين له الملوك ولا يدان
وإن تعاون الأملاك جهل ... على ملك بخالقه يعان
سرت بفيالق (الحلفاء) روح ... بها ضعف العدو وما استكانوا
فروا (للاتفاق) هشيم جمع ... كما يذري على الريح الدخان
تبدد شملهم تبديد عقد ... تبدده الولائد والحسان
إذا جهلوا لسان الحرب يوماً ... فما غير البنادق ترجمان
وللألمان فيها معجزات ... بمحكم أيها الدنيا تزان
لهم فيها كما في العلم نجم ... له في كل محمدة قران
مشوا فيها بكل قريع حرب ... يخف إذا مشى فيها إبان
لقد رضعوا ثدي الحرب حتى ... كأن دم الكماة لهم لبان
إذا خفقت بنود في الثريا ... فنسرهم هناك له معان
فسل فالكاربات تجيبك عنهم ... بأنهم الجحاجحة الرزان