عائلته ومنشأه وأساتذته وإجازاته وما مدح به من القصائد فجاءت وحدها في ٦٦ صفحة ومعظم الديوان يدور في الحقيقة على مدح الرسول وآل البيت وأئمة الشيعة كأن قصد المؤلف الثواب على ذلك.
البعثة العلمية
إلى دار الخلافة الإسلامية.
تأليف محمد كرد علي صاحب المقتبس ومحمد الباقر صاحب
البلاغ وعبد الباسط الأنسي صاحب الإقبال وحسين الحبال صاحب أبابيل.
طبع في المطبعة العلمية في بيروت سنة ١٣٣٤ - ١٩١٦ ص ٢٩٦
ارتأت الحكومة في السنة الماضية إرسال وفد من علماء سورية وفلسطين ووجهائها إلى دار الخلافة ليزوروا جناق قلعة ويشاهدوا ما آتاه أبطال العثمانيين من الخوارق في الدفاع عن جزيرة كليبولي الذي هو في الحقيقة دفاع عن الأستانة نفسها فسافر الوفد مؤلفاً من ٣١ رجلاً وفيهم كثير من المفاتي والفقهاء والشعراء وأرباب الصحافة اختار بعضهم أحمد جمال باشا قائد الجيش الرابع المخيم في ربوع الشام وناظر البحرية وبعضهم انتخبتهم الولايات ووقع الاختيار على الشيخ أسعد الشقيري رئيساً للوفد لكفاءته العلمية وتفرد بالخطابة في اللغتين العربية والتركية فقضى الوفد شهرين في الذهاب والإياب والمقام في دار السلطنة ودار الحرب وقرر أرباب الصحف المومأ إليهم برئاسة رئيس الوفدان يؤلفوا رحلة يذكرون فيها ما لقيه الوفد من العناية وما شاهد من عظمة الدولة وقوتها وقوة الدفاع في جناق القلعة وما ثأثرت به نفوس الخطباء والشعراء من أفراده وفاض على ألسنتهم نثرا ونظماً وما أقيم لهم من المآدب ودار فيها من الخطب.
وقد عهد أرباب الصحف إلى صاحب المقتبس أن يؤلف هذه الرحلة فنسجها ونشرت وقد أوردنا في هذا الجزء نموذجاً منها مقالة بعض معامل الدولة ونبذة في وصف الأناضول وسنورد نموذجاً من شعرها. وقد صدر الكتاب برسم أحمد جمال باشا وفيه صورة الوفد في نظارة البحرية وصورة الرئيس والهيئة التحريرية.