وهي ابنة أوقيانوس وكلٌّ من هذه الآراء هو ممكنٌ لما غي اشتراك التّسمية كما لا يخفى. والاسم اليوناني فيها أرجح لسكنى اليونان فيها قديماً
واسم قارّة (إفريقية) ربّما كان فينيقيّاً بمعن (ألفرَق) أو (المهجر) لأنّ القرطجنيين منهم أول من أطلق عليها هذا الاسم لافتراقها عن قرطجنة مستعمرتهم وأما لأن فرقة القرطجنيين نزلتها وتديَّرتها أو لمهاجرتها إليها
وكلٌّ من اسمي (آسية) و (إفريقية) وغيرهما كما لا يخفى أطلق على القسم الذي نزلته أمّة اليونان في آسية الصغرى أو برّ الأناضول والقسم الذي نزلته الأمّة ألفينيقيّة وهو شمالي إفريقية حيث تونس والجزائر وطرابلس الغرب. فسمّي الكلّ باسم البعض مجازاً وعذا كثيرٌ في التّسميات المكانيّة وغيرها
واسم قارّة (أوروبا) إمّا نسبةٌ إلى أوروبة ابنة آجنور ملك فينيقية لأنّ المشتري (جوبّيتير) حملها إلى هناك في زعمهم. وإما من كلمة فينيقية بمعنى البياض لبياض لون سكّانها أو محرَّف (عروب) أو (أربة) ألفينيقيّة أيضاً بمعنى الغروب والظّلمة لوقوعها غربي آسية
واسم قارّة (أميركة) نسبةً إلى أميركيوس ثسبوستيوس التّاجر الفلورنسي المتوفّى سنة١٥١٢م لأنّه أول من وصفها بعد اكتشاف كريستوفورس كولمبس لها وكان حقّها أن تسمى باسم مكتشفها ولكن تأثير اسم الثاني كان اعمّ فغلبت التسمية به وسمّيت أقسامٌ فقط منها باسم المكتشف مثل (كولومبية) فتأمّل: وتسمّى (العالم الجديد) لجهل القدماء لها و (جزائر الهند الغربية) لأنّهم ظنّوها من الهند في أول الأمر
واسم قارّة (أوسترالية) لاتيني من أوسترالس بمعى الجنوب
واسم قارّة (أوقيانية) نسبةً إلى الأوقيانوس المحيط لأنها واقعةٌ فيه والأوقيانوس في الأساطير القديمة نهرٌ عظيمٌ كانوا يعتقدون أنه يحيط باليابسة.
هذا هو المشهور في تسمية القارّات السّتّ وهناك أقوالٌ أخرى وأقوالٌ متلوّنة تراها بعيدةً عن الصحّة نافرةً عن مضاجع التحقيق. ولعلّ الآتين بعدنا يتوصّلون في أبحاثهم وتحقيقهم إلى ما هو أقرب إلى الصّحّة وأدنى على الحقيقة
ربّما أنّ القدماء مثل ألفينيقيين واليونان والرّومان كثرت مخالطتهم للأمم ودخلوا معظم القارّات تركوا آثار لغاتهم في أسماء البلدان والمدن وشاعت بين الأمم الأخرى من طريق