إن الذوائب من فخر وأخونهم ... قد بينوا سنة للناس تتبع
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حاولوا التفع في أشياعهم نفعوا
يرضى بها كل من كانت سريرتهم ... تقوى الإله وكل البر يصطنع
سجية تلك منهم غير محدثة ... إن الخلائق فاعلم شرها البدع
إن كان في الناس سباقون بعدهم ... فكل سبق لا دنى سبقهم تبع
لايرقع الناس ماأوهت أكفهم ... عند الدفاع ولا يوهون مارقعوا
إن سابقوا الناس يوما فاز سبقهم ... أو وازنوا أهل مجد بالندى متعوا
أعفة ذكرت في الحي عقتهم ... لا يطمعون ولا يزري بهم طمع
لا يبخلون على جار بفضلهم ... ولا يمسهم من مطمع طبع
إذا نصبنا لحي لم ندب لهم ... كما يدب إلى الوحشية الزرع
كأنهم في الوغى والموت مكتنع ... أسد ببيشة في أرساغها فدع
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم ... إذا تفرقت الأهواء والشيع
فإنهم أفضل الأحياء كلهم ... إن جد بالناس جد القول أو سمعوا
فلما فرغ حسان قال الأقرع بن حابس إن هذا الرجل لأوتي له خطيبهم أخطب من خطيبنا وشاعرهم أشعر من شاعرنا ثم أسلموا وأجارهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم أنزل الله تعالى إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون - انتهى عن الكامل لابن الأثير
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقد اختلف الأنصار والمهاجرون في يوم السقيفة: (إن الله قد بعث فينا رسولا شهيدا على أمته ليعبدوه ويوحدوه وهم يعبدون من دون الله آلهة شتى من حجر وخشب عظم على العرب أن يتركوا دين آبائهم فخص الله المهاجرين الأولين من قومه بتصديقه والمواساة له والصبر معه على شدة أذى قومهم وتكذيبهم إياه وكل الناس لهم مخالف زار عليهم فلم يستوحشوا لقلة عددهم وشنف الناس لهم فهم أول من عبد الله في هزه الأرض وآمن بالله وبالرسول وهم أوليائه وعشيرته وأحق الناس بهذا الأمر من بعده لاينازعهم إلا ظالم وأنتم يامعشر الأنصار من لاينكر فضلهم في الدين ولاسابقتهم في الإسلام رضيكم الله أنصارا لدينه ورسوله وجعل غليكم هجرته فليس بعد