مدريد (اسبانيا) التي يسميها العرب مجريط وتوفي سنة ١٧٩١م (١٢٠٦هـ) وقد طبع هذا البرنامج في مجلدين بقطع نصف باللغتين اللاتينية والعربية من سنة ١٧٦١ - ١٧٧٠م بمساعدة بولس خضر الماروني. هذا إلى غير ذلك من الفهارس الأخرى التي لا تزال مخطوطة أو مجهولة أو فقدت أو نقلت إلى المكاتب الأخرى وأغفل أمرها.
وعلى الجملة فإن القدماء اعتنوا بفهارس الكتب التي حفلت بها مكاتبهم فرتبوها في رفوف وخزائن حسب مواضيعها أو على حروف المعجم ووضعوا عليها أرقاماً (نمراً) ربطوها في القوائم بها لزيادة الضبط.
وقد يعرفّون المؤلفات والمؤلفين أحياناً بما يزيل الإبهام أو يكاد لتوارد الخواطر في التسمية وتغيير أسماء المصنفات بحسب الدواعي حتى أن بعض الكتب لها أكثر من أسمين مختلفين وكذلك يقال في المؤلفين وتراجمهم.
وقد يطيلون في البحث عن أشياء ليست من أغراض مؤلفي القوائم فيذهبون بالمطالع بين سهول المباحث وحزونها. كما فعل ابن النديم في أبحاثه عن الصابنة وماني وخرافات القدماء مما ليس تحته كبير فائدة مثلما فاه في أبحاثه عن الفلسفة والفلاسفة ونقله الكتب فهي وإن كانت تتجاوز غرضه فتحتها فوائد جديرة بالمطالعة وكذلك فعل صاحب الكشف في بعض مواضيعه وقد يقتضبون الكلام عن المؤلفات كما فعل ابن النديم في معظمها بخلاف صاحب الكشف. وقد يعرّفونها بما يفي بحاجة الباحث مثل تعريف ابن النديم لكتاب (المنتهى في الكمال) صفحة ١٣٧ وذكر فهرست آخر صفحة ١٠٧ وقد يذكرون أثمان الكتب كما وقع لابن النديم في صفحتي ٢٥٢و٢٥٣ وغيرهما وصاحب الكشف (٣٣٥: ١) من طبعة الأستانة وقلما يشيرون إلى الخزائن التي توجد فيها المؤلفات إلا في القليل كما فعل صاحب الكشف في بعض المواضع.
وكذلك يفعلون سني التأليف والنسخ وما على الكتب من الحواشي إلا ما يورده صاحب الكشف أحياناً.
وعلى الجملة فإن لهذه القوائم القديمة مزايا مفيدة ونواقص استدركها عليهم المعاصرون في ما وضعوه في قوائمهم المتقنة المعرفة للكتاب من حيث حجمه وقطعه وخطه وصفحاته وما في كل منها من الأسطر وعدد كلمات كل سطر وموضوع الكتاب ونقل شيء منه وذكر