لأنهم أحبوا أن يبتدئوا بالتاريخ من أول السنة وكان ذلك في سنة ١٧ أو ١٨ يتنازع الناس في ذلك.
وذكر المقريزي في خططه أن لكل أهل ملة تاريخاً فكانت الأمم تؤرخ أولاً بتاريخ الخليقة وهو ابتداء كون النسل من آدم عليه السلام ثم أرخت بالطوفان وأرخت ببخت نصر وأرخت بفيلبس وأرخت بالاسكندر ثم بأغسطس ثم بانطيس ثم بدقلطيانوس وبه تؤرخ القبط ثم لم يكن بعد تاريخ القبط إلا تاريخ الهجرة ثم تاريخ يزد جرد فهذه تواريخ الأمم المشهورة وللناس تواريخ آخر انقطع ذكرها. وذكر البستاني في دائرة المعارف أن التاريخ الفارسي الجديد يسمى بالجلالي نسبة إلى جلال الدين بن ألب ارسلان السلجوقي فمبدأه يوم الجمعة عاشر رمضان سنة ٤٧١هجرية.
هذا إجمال تاريخ التاريخ في الأمم ونموذج من حجج القائلين بالاعتماد على التاريخ الهجري أو إبداله بالتاريخ الغربي أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.