للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ذكرت الحمى والدار ذكر طريدة ... تذاد كظمآن سلاه أوام

فنحت على تلك الربوع تشوقاً ... كما ناح من فقد الحميم حمام

يا صاحبي نجراي يوم ترحلوا ... وحزن الفلا ما بيننا وأكام

نشدتكما بالود هل جاد بعدنا ... دمشق كأجفاني القراح غمام

وهل غذت البان فيها موايس ... وزهر الربا هل أبرزته كمام

وهل أعشب الروض الدمشقي غبنا ... وهل هب في الوادي السعيد بشام

وهل ربوة الأنس التي شاع ذكرها ... تجول بها الأنهار وهي جمام

وهل شرف الأعلى مطل وقعره ... على المرجة الخضراء فيه كرام

وهل ظل ذاك الدوح ضاف وغصنه ... وريق وبدر الحي فيه يقام

وهل ظبيات في ضمير سوانح ... وعين المها هل قادهن زمام

وهل أموي العلم والدين جامع ... شعائره والذكر فيه يقام

وهل قاسيون قلبه متفطر ... وفيه الرجال الأربعون صيام

ألا ليت شعري هل أبيت بجلق ... وهل لي بوادي النيربين مقام

وهل أردن ماء الجزيرة رائعاً ... بمقصفها والحظ فيه مرام

سلامي على تلك المغاني وأهلها ... وأن ريش لي من نأيهن سهام

لقد جمعت فيها محاسن وأصبحت ... لدرج فخار الشام وهي ختام

بلاد فيها الحصاء درر ... عبير وأنفاس الشمال مدام

وغرتها أضحت بجبهة روضها ... تضئ وخلخال الغدير لزام

تناسيت عنها والفؤاد مشتت ... ووعر الفيافي بيننا ورغام

لقد كنت أقضي من بعادي تشوقاً ... إليها وجسمي قد عراه سقام

وقد ذكر المؤلف زمرة من نوابع بلغاء الروم قدم لهم مقدمة في وصف الأستانة فقال فيه بأندار خلافتها وأن تباين فيها اللسان ففي أهلها حذق لا يعقبه مزية وجدت في نوع الأنسان فسبحان من جمل جبالها السبع بمنزلة الأفلاك مطالع الأضواء ومغارب الأحلاك ومغرد طيور جملة الأملاك وسبب انتظام هذه الأسلاك فسما فيها الفرع السبق والأصل الثابت وطاب لعمري فيها المنبت والنابت كيف وهي حاضرة الدنيا وواحدة المفردة وأثينا ومجمع