مسترخي اللحم قصير القوادم قصير الفخذين رقيقهما طويل الساقين جعد الكفين صغيرهما ولونه يضرب إلى السواد فاجتنبه فإنه شر البزاة وإذا رأيت البازي ضخماً كثير الريش فيه يسوسه كدر اللون إذا خرج من لبيت يظن أنه قد خرج من القرنصة لكثرة نفور أحمر العينين منزعجهما وإذا قد على كندرته يثب على وجه بازياريه كان يريد أن يأكله إن هزلته سقطت همته وإن أشبعته هرب منك فلا تقربنه فإنه ردي فاعلم ذلك.
الباب العشرون
في صفة الشواهين وما قال العلماء بها - قال الغطريف وأدهم بن محرز الشاهين أسرع الجوارح وأشجعها وأخفها جناحاً وأحسنها تكفيفاً (لعله تكيفاً) وأستقبالاً وأدباراً أضراها على الصيد إلا أن في بعضها الغدر والأباق وسببها حرصها على الصيد لا أن الغدر فيها طبيعة وخلق وذلك أنها إذا أدبرت وارتفعت وطال دورانها ولم يطر تحتها شئ تنظر إلى البعد طلباً للصيد فيلوح لها فتطلبه ةلا يدركها البازياريه ولا يهتدون إلى مطارحها فيضلون عنها وربما ظفرت بالصيد فأكلته وشبعت عليه وطارت فأوكرت على عض القمامات أو الأشجار والبازياري لا يراها فيقال أنها تعذر لهذا المعنى وقال أرجناجيس الحكيم وجدنا الشواهين صدورها منسوجة بالعصب مجدولة باللحم ووجدناها أقوى الطير من بين الجوارح وأصلبها عظماًَ وأشدها عصباً وأكثرها لحماً وأرقها أفخذاً فلذلك صادت بصدرها وتعلق صيدها بأكفها وقال حكيم اليونان خد مقرنص الشواهين مما قرنص في البيوت فإنها تزداد بالقرنصة ذكاء وجودة وفراهة وأما القرنوص الوحشي فلا تقربنه فما فيه نفع له صلة