أذكر الآهلين بأن عليهم أن يلقنوا أطفالهم في بيوتهم المعلومات العادية البسيطة عن كل ما يحيط بهم من المرئيات والأشياء لتتسع دائرة أفكارهم وتنفتق براعم أذهانهم خدمة لهم ولوطنهم فإذا شاهد الجند تجتاز الشوارع يخبر عن الحادي لهم على الانتظام في سلك الجندية وعن السر في كونها إجبارية وعن الواجبات الوطنية وعن حقوق الوطن ويسرد له على سبيل الحكاية أحوال المملكة وموقفها من الأعداء. ويبين له الماء الطاهر من الماء الآسن وفوائد غسل اليدين قبل الطعام وبعده وشدة لزوم تعلم القراءة والكتابة وتأثيرهما في رقي الأمة والوطن وتاريخ الحكومة وجغرافيتها وأسباب سراية الأمراض وطرق الوقاية منها وذلك بأسلوب سهل لذيذ يستميل الثابت ويدعوه للاستزادة منه وعدم السآمة من سماعه.
١١. العناية قبل كل شيء بإنماء العاطفة الدينية في نفسه والبحث له عن الطهارة والنظافة والدين والإيمان ومتى أنس منه مللاً أو ضجراً يجب طي ذلك الحديث وتنبيهه للطريق القويم بأقاصيص لذيذة وأحاديث مفيدة.
نمو الأطفال
أهم أسباب نماء الأطفال طريفة ألباسهم وإطعامهم وتربيتهم وتدريسهم فهم متحاجون لجسم سليم تتوقف عليه طريقة الإلباس وجودة التغذية ليفكروا جيداً ويجتهدوا ويفقهوا والعقل السليم في الجسم السليم كما يقولون.
ومن الخطأ الفادح أن يمقط الطفل عقب ولادته بمختلف التماطات من صوف وقطن وخام ويبالغ في أسباب وقايته من الحر والقر وترضعه المرضع كل حين ويلبّس صدرة أو يلف في خرق عند نزع القماط عنه ويبيت في غرفة مغلقة النوافذ لا يتخللها هواء ولا تخطر فيها أنوار ذكاء بل يجب أخراجه صباحاً ليستفد من شمس الصباح وأن يحمل إلى الأماكن التي يكثر هواؤها ويعود عند أماطة قماطه الحر والبرد بقدر الإمكان وأما أمر الإرضاع وأصول التغذية فهو بحث آخر له في هذا الباب من المكانة النصيب الأوفر فيجب أن لا ترضع الطفل سوى مرضعه ولا بأس من أرضاعه لبن البقر لكونه أجزل فائدة اللهم إذا كان خالياً من المواد الضارة عارياً من الشوائب معتنى أشد الاعتناء بفحصه وتطهيره.
ٍوخير أنواع اللباس وأفضلها لتنمية الرضع عند أول حبوه الطرق الحديثة المتبعة اليوم في