أظننتم ألحادكم في الدين يد ... فع عنكم الآلام والبرحاء
أم خلتم استكمال أنفسكم به ... وبغيره لن تدركوا الأشياء
فتخذتم عن من تجلى لطفه ... في الكائنات الصدفة العمياء
وعزوتم سنناً لها ونبستم ... حكماً يحير دركها الحكماء
* * * * * * *
هل جامد يهب الحياة وأعجم ... يهب البيان وينطق العجماء
أم هل رأيتم محدثاً مستغنياً ... عن محدث قد شاء ما لا شاء
أرأيتم يوماً بناء قائماً ... في نفسه قد أعجز البناء
خسأت أناس كم رأت من مبدع ... ملاء العيون مهابة ورواء
كم سافرت منها لدرك حماله ... ألبابها فتراجعت إعياء
كم شاهد منه على قد أقا ... م على بوارع صنعه شهداء
وترى الها وهمها وضلالها ... رباً وتعبد صدفة صماء
عرفته في ألبابها ولئن تكن ... جحدت بألسنها له الآلاء
وتراه في الضراء أن عنه اغتدت ... عمياء يوم تصافح السراء
ومن العجائب أن تحول حبه ... أوهاماً وضلالها بغضاة
حثت عزائمها على الإلحاد في ... أسمائه فتبددت أنضاة
ما زادها إنكارها وجحودها ... لالاهها إلا به أغراء
إن أنكرت أسماءه ما أنكرت ... آثاره وصفاته الغراة
ناءت بثقل جحودها ولوان هـ ... ذا الكون حمل بعض ذاك لتاء
* * * * * * *
ونتيجة الإلحاد أهوال بها ... رزح الزمان وأهد إعياء
بلغ الزبى سيلٌ له ما أنفك في ... وكاف كل رزية أتاء
هو رائد الفوضى التي كم قد شكى ... منها الزمان وأهله وأدراء
ألدين أم ألحاد قوم بالذي ... ذرأ الورى ترك الورى أعداء
هل قوّم الأخلاق غير الدين بل ... من غيره قد هذب الآراء