والطارات والكوبة وكلها لا تحتاج إلى تعريف ومن آلات الغناء التي كانت معروفة بالأندلس (الروطة) هي ضرب من الرباب و (المؤنس) وهو قربة يركب فيها مزمار يتخذها أهل البادية في ملاهيهم وأغلب ما تكون في المزمارين و (الكثيرة) مصحفة عن كثيرة وهي القديم نوع من الرباب ويراد بها اليوم ضرب من السنطور تنقر أوتارها بالأصبع و (القثار) ويراد بها آلة ذات ستة أوتار ولها يد مقسومة إلى أنصاف ألحان مركب عليها دساتين و (الزنامى) نوع من المزمار نسبة إلى زنام الزمار المشهور أيام الرشيد و (الشقرة) و (النورة) وهما مزماران الواحد غليظ الصوت والأخر رقيق واليوم أتى الفرنج بالأرغن والبيانو وغيرهما ولكن الاعتماد على الثاني لا يخلو منه بيت ذي نعمة ولو قليلة.
من دونت له صنعة في الغناء من الخلفاء وأولادهم
كان للغناء منزلة عظيمة عند الخلفاء كالشعر حتى أنه أشتغل به غير ومن أولادهم وكانت الشعراء تمدحهم بمعرفته قال العماني يمدح الرشيد.
جهير العطاس شديد النياط ... جهير الرواء جهير النعم
حكى ابن خرداذبة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تغنى بها
كأن راكبها غصن بمروحة
ثم والى بين جماعة من الخلفاء واحداً بعد واحد ورد ذلك صاحب الأغاني وقال أول من دونت له صنعة منهم عمر بن عبد العزيز فإنه ذكر عنه أنه صنع في أيام أمارته على الحجاز سبعة ألحان يذكر سعاد فيها كلها وصحح هذه الرواية وقال: كان عمر بن عبد العزيز أحن خلق الله صوتاً وكان حسن القراءة للقرآن أما الألحان التي صنعها فهي محكمة العمل لا يقدر على مثلها إلا من طالت دربته بالصنعة وحذق في الغناء وتمكن منه وهي:
الما صاحبي نزر سعادا ... لو شك فراقها وذرا البعادا
علق القلب سعادا ... عادت القلب فعادا
الايادين قلبك من سليمى ... كما قد دين قلب من سعادا
يا سعاد التي سبتني فؤادي ... ورقادي هبي لعيني رقادي