ابن بلدة وإن لم يخف على ابن مذهبه أختلف المقدرون في إحصاء الشيعة وأقل ما قيل فيه ١٢مليوناً كما قال الفاضل الحفاري وقدرهم بعضهم ٢٠ مليوناً وعليه صديقنا صاحب المقتبس إبراهيم أفندي حلمي البغدادي أن عدد الفرقة الجعفرية منهم خمسون مليوناً وفي مقام آخر أن عدد الشيعة كلهم يبلغ ٧٠ مليوناً والكاتب كما علمه قراء المقتبس ناضج التحقيق وقد سأل محمد أفندي جابر أصحاب المقتطف عن عدد الشيعة في الهند وإيران والصين فأجابوه بأنهم يرجحون أن يبلغ عددهم ٤٠ مليوناً.
أن الشيعة مثابة يتوافدون إليها من أقطار الأرض وتكاد تكون محصورة حالاً زهاء ١٥ ألفاً ١ مثل لنجه وبندر عباس فيها من المسلمين ٥٠ ألفاً وأيالة وكردستان الإيرانية ومقر حكومتها وأهلها كلهم سنيون وبادية جرجان من التركمان وأهلها كلهم سنيون.
قدر القاضي الحيفاوي نفوس الإيرانيين بتسعة ملايين وقدرهم المقتطف بتسعة ملايين ونصف وقال أنه غير معروف تماماً ولكنه يقدر تقديراً وجعلهم فانديك في المرآة المطبوعة في منتصف القرن التاسع عشر أثني عشر مليوناً فيما أتذكر ونقل عن أرفع الدولة العالم السياسي الإيراني المشهور أنهم يبلغون عشرين مليوناً وصاحب البيت أدرى بالذي فيه ويؤيده ما نقل لي الثقات من أفاضل الإيرانيين في العالم الماضي وقد قدم من الأستانة لما سمع من سفير إيران هناك إن حكومته أخذت في إحصاء النفوس فبلغت ثمانية عشر مليوناً وبقي قسم كبير من أطراف البلاد لم يحص بعد.
قلنا أن الدكتور فانديك قدرهم باثني عشر مليوناً في منتصف القرن التاسع عشر للميلاد وأن بلاداً قضت خمسين عاماً في مهد الراحة والسلام أيام المرحوم ناصر الدين شاه مع خصب ورخاء لا يبعد أن يتضاعف عدد سكانها فضلاً عن زيادته بالمائة سبعين كما قدرنا. ومن عرف أخلاق الإيرانيين من اجتنابهم مخالطة غيرهم وعدم السماح بعرفة أحوالهم الداخلية لغير أبنائهم - أدرك سر الاختلاف في تقديرهم ةالإيرانيون مولعون بتعدد الزوجات ولا تكاد تجد بالغين سن الحلم غير مرتبطين بعقدة النكاح فلا غرابة إذا أزداد عددهم ثمانية ملايين في مدى ستين عاماً.
وأمل الهند فلا جدال في وفرة عددهم هناك وقدرهم بعضهم بنصف مسلمي الهند فإن لم يكونوا النصف فلا أقل من أن يكونوا الثلث.