أفر إذا أصبحت من كل عاذل ... وأمسي وقد هانت علي العواذل
وقال ابن هانئ:
اسقني حتى تراني ... حسنا عندي القبيح
وسقى قوم إعرأبية مسكرا فلما أنكرت نفسها قالت لهم: أيشرب هذا نساؤكم؟ قالوا: نعم قالت: لئن كنتم صدقتم لا أحدكم من أبوه. وكان العرب في الجاهلية وفي صدر الإسلام يشتدون على النساء في شربه حتى ما يحفظ أن امرأة شربت ولا أن امرأة سكرت. وحدثني الرياشي عن الأصمعي قال عقيل بن علقمة المري غيورا فكأن يسافر ببنت له الجرباء فسافر بها مرة فقال
قضت وطرا من دير سعد وربما ... على غرض ناطحنه بالجماجم
ثم قال لابن له يقال له عملس: أجز فقال لا
فا صبحن بالموماة يحملن فتية ... نشاوى من الادلاج ميل العمائم
ثم قال لابنته: أجيزي يا جرباء فقالت
كان الكرى سقأهم صرخدية ... عقارا تمشي في المطا والقوائم
فقال: والله ما وصفتها هذه الصفة إلا وقد شربتها ثم أحال عليها يضربها (بالسوط) فلما رأى ذلك بنوه وثبوا عليه فحلوا فخذه بسهم فقال
إن بني زملوني بالدم ... من يلق أبطال الرجال يكلم
شنشنة أعرفها من اخزم
واخزم فحل والشنشنة الشبه وقد فضح الله بالشراب أقوأما من الإشراف فحدوا ودونت في الكتب أخبارهم ولحقت بتلك السبة أعقابهم. منهم الوليد بن عقبة (بن أبي معيط أخو عثمأن لأمه) شهد عليه أهل الكوفة بشرب الخمر وأنهم صلى بهم الغداة (ثلاث ركعات) وهو سكرأن فقال: (إن شئتم) زدتكم. شهره الله بذلك وبمنادمة أبي زبيد الشاعر وكان نصرانياً فحده علي بن أبي طالب بين يدي عثمان وفيه يقول الحطيئة: كامل
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه ... أن الوليد أحق بالغدر
نادى وقد تمت صلواتهم ... أأزيدكم ثملا وما يدري
ليزيدهم خيرا ولو قبلوا ... لجمعت بين الشفع والوتر