أبو هريرة لعبد الرحمن. أبو يحيى لزكريا. أبو يوسف ليعقوب.
ومن الألقاب للمتأخرين. سيف الدين لغازي. شمس الدين لمحمد. شهاب الدين لأحمد. صلاح الدين ليوسف. عماد الدين لإسماعيل.
هذا ما غلب من الكنى والألقاب واشتهر في تلك الأسماء وقد يكون لها كنى وألقاب أخرى. وقد يكون للمرء عدة كنى كما تراه في قولهم ذو الكنى وقد يشتق للمرء من معنى اسمه له إشارته أو حاله (أبو الطيب) لمن اسمه طاهر لما بين الطيب والطهر من التناسب وكذا (أبو السرور) لمن اسمه عيد. وأبو الجود للسخي. وأبو مطاع للأمير. وأبو الغارات للمجاهد. وذو القرنين لعظيم الملك. وقد لا يكون لشيء من ذلك كما حدث في عهد منح الألقاب المضافة لذوي السيطرة من أجيال والمضافة للدين وقد أشار للثاني الأديب الخليع عبد الرحمن المسجف الملقب ببدر الدين من رجال فوات الوفيات (مدفون في بستانه بدمشق قرب المزة وأمام قبره المحجر قبة يجري عندها نهر تظن أهل القرى هناك أنه من الأولياء وليس تحت القبة مزار) في قوله:
قالوا تلقب بدر الدين مفتخراً ... نجل الجنوبي من قد زين الأمنا
فقلت لا تعجبوا منه فذا لقب ... وقف على كل نجس والدليل أنا
وقد يكنى الرجل بأكبر أولاده أو بأشهرهم أو بأحبهم إليه وقد يكنى بابن أخيه كما كنيت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بأم عبد الله وقد يكنى الرجل بما يقوم عليه ويعرف به كأبي الرجال لمن تربى عنده النجباء مجازاً ولمن له عدة أولاد حقيقة وبما ظهر فيه من اليمن والخير كأبي البركات وقد وضع كثير من الألقاب والكنى علماً برأسه في العصور الأخيرة كبهاء الدين وصلاح الدين وأبي الخير وأبي بكر ولا حجر في ذلك إلا أن القرون الأولى كان لأسمائها نوع نظام سهل به وضع نظام بإزائها لألقابها وكناها مع ما شف عن أدب مع الأئمة الأعلام فإن من رعاية الكبير وقدره قدره وضع لقب له يعرف به. نعم لكل عصر مظهر ولكل دور طور ولكن باب الأدب مع الأعلام لا يغلق على الدوام.
قلنا قد بلغ من شغف العرب بالكنى أن وضعتها للطير والوحش والجماد والمعاني لما ملئت به أسفار اللغة من ذلك فمن ذلك أبو الحباحب لدويبة تظهر ليلاً صغيرة يخيل أنها نار. وأبو الحصين للثعلب. وأبو جعده للذئب. وأبو براقش لطائر فيه ألوان. وأبو فراس للأسد.