كتب المسيولوسين بوفا في مجلة العالم الإسلامي بحثاً وصف فيه سكان البلاد الساحلية من أفريقية ولغتهم وعاداتهم وذكر لمعة من تاريخهم وجغرافيتهم فمما قاله أن الشاطئ الشرقي من أفريقية كان معروفاً عند الملاحيين الفنييقين واليونانيين في البحر الأحمر وأن قد كانت له صلات تجارية مع الخليج الفارسي وعمان والشاطئ الغربي من الهند قبل الهجرة بزمان وقد ذكر بطليموس الجغرافي في القرن الثاني للميلاد جزءا من البلاد في جنوبي الحبشة سماه زانجير ثم دعي الزنوج النازحون منها بالزنج وهم يختلفون عن بقية الشعوب الأفريقية كالنوبيين والحبش بشفاههم المقلصة وأفواههم المفلطحة ثم كثر ذكرهم في تاريخ الإسلام في القرن الثاني بعد أن انتشر الإسلام بينهم ولم تكن العلائق بين بلاد الزنج والممالك الإسلامية مقصورة على جلب الرقيق منها بل إنه كان من تأثيرها دخول الإسلام إليهم ولم يكن انتحال العرب للإسلام ليغير شيئاً من نوع الصلات التجارية التي كانت بينهم وبين الزنج فبل البعثة المحمدية فدخل الإسلام إليهم على يد حمزة أخي الخليفة عبد الملك سنة ٨٦ واستنتج الكاتب بأن عمان والخليج الفارسي كان لهما شأن عظيم في الاستعمار الإسلامي منذ القديم قال وقد تعاقبت الأسماء الكثيرة على هذه البلاد ومنذ عهد ابن بطوطة أخذ يزول عنها اسم بلاد الزنج ففي شمإليها شاطئ الصومال ثم السواحل وتعاقب الحكم عليها الترك فإلبرتغال فجماعة من أهلها مثل سلاطين مسقط وزنجبار وسنة ١٨٩٠ تقاسمت كل من إنكلترا وألمانيا هذه البلاد فأخذت الأولى الساحل الشمالي والثانية الجنوبي فصارت زنجبار والجزائر الملاصقة لها في منطقة نفوذ إنكلترا. ويقدر نفوس هذه البلاد بزهاء مليون وخمسمائة ألف نسمة منهم مليون وأربعمائة ألف من الوثنيين والباقون عرب وإيرانيون وزنوج وأوربيون وقد أصبحت اللغة العربية والفارسية وبعض الألفاظ الإفرنجية وأصل لغتهم لغة البانتو وقد أرجعها الباحثون في اللغات إلى تقاسيم كثيرة فقالوا أنها ١٦٨ لغة و٥٥ لهجة واللغة الساحلية مستعملة بين المسلمين خاصة بحيث أصبحت لغة التجارة في أفريقية الشرقية والوسطى. وختم هذا الفصل بقوله أن جوهانستون قال منذ عشر سنين أن اللغة العربية تضمحل في داخلية بلاد الزنج من زامبير إلى النيل الأبيض وأن اللغة الساحلية تقوم مقامها ولاسيما البادية منها.