للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خُصومهم، ومِمَّن جرَّحوه مِنْ أهل مذهبهم، ولأمْرٍ ما سارت بتصانيفهمُ الرُّكبان، وتلقَّاها بالقَبول أهلُ الإسلام، وقد قدَّمتُ في صدر هذا الكتاب ذكرَ خصيصتين إضافيتين (١)، إحداهما: تقديم (٢) كلامِ أهلِ الفُنون في فنونهم، وإجماع الأمَّة على ذلك، وهذا موضعٌ له أيضاًً، فانظره في موضعه.

واللهُ يُحِبُّ الإنصافَ والعدلَ على المُوافق والمُخالف، وما يَضُرُّ المتعصِّبُ إلا نفسَهُ، فإنَّه يسُدُّ (٣) على نفسه أبوابَ المعارف الَّتي هي أبوابُ الخيرِ كلِّه، " ومَا دَخَلَ الرِّفْقُ في شَيْءٍ إلاَّ زَانَهُ، ولا دَخَلَ العُنْفُ في شَيْءٍ إلا شانَهُ " كما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (٤).


(١) في الأصول: أيضاً فتبين. وهو تصحيف.
(٢) ساقطة من (ش).
(٣) في (ش): يفسد.
(٤) أخرجه أحمد ٦/ ٥٨ و١١٢ و١٢٥ و١٧١ و٢٠٦ و٢٢٢، ومسلم (٢٥٩٤)، وأبو داود (٤٨٠٨) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانَهُ، ولا يُنزع من شيء إلا شَانَه ".
وأخرجه أحمد ٣/ ٢٤١ من حديث أنس بن مالك أن اليهود دخلوا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: السامُ عليك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " عليكم " فقالت عائشة: السامُ عليكم يا إخوانَ القردةِ والخنازير، ولعنةُ الله، وغضبُهُ، فقال: " يا عائشةُ، مَهْ "، فقالت: يا رسول الله، أما سمعتَ ما قالوا؟ قال: " أو ما سمعتِ ما رددتُ عليهم، يا عائشة، لم يدْخلِ الرفق في شيء إلا زانه، ولم ينزع من شيء إلا شانه ".
وأخرجه البخاري (٦٠٢٤)، ومسلم (٢١٦٥) من حديث عائشة قالت: دخَلَ رهطٌ من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: السامُ عليكم، قالت عائشة: ففهمتها، فقلتُ: عليكم السام واللعنة، قالت: فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: " مهلاً يا عائشةُ، إنَّ الله يُحِبُّ الرفق في الأمرِ كله "، فقلتُ: يا رسول الله أو لم تَسْمَعْ ما قالوا؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: " قَدْ قلتُ: وعليكم ".
وأخرج مسلم (٢٥٩٣) من طريق عائشة أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يا عائشة، إن الله رفيقٌ يُحِبُّ الرفقَ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العُنْفِ، وما لا يعطي على ما سواه ".

<<  <  ج: ص:  >  >>