وذكره السيوطي في " الدر المنثور " ٤/ ٣٣٨، وزاد نسبته إلى ابن مردويه، والضياء في " المختارة "، وأبي داود في " ناسخه "، وابن المنذر. وأورد الخبرَ ابن إسحاق (كما في " سيرة ابن هشام " ١/ ٣٨٤ - ٣٨٦)، ونقله عنه الطبري في " تفسيره " ١٧/ ٩٦ - ٩٧. (١) انظر " سيرة ابن هشام " ٤/ ٤٤ - ٤٦، وتاريخ الطبري ٣/ ٥٢ - ٥٤. (٢) الخبر عند الحاكم ٢/ ٥٠٦ - ٥٠٧، والبيهقي في " الدلائل " ٢/ ١٩٨ - ١٩٩ من طريق عبد الرزاق عن معمر، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقرأ عليه القرآن، فكأنه رقَّ له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه، فقال: يا عمّ، إن قومك يَرَوْن أن يجمعوا لك مالاً، قال: لِمَ؟ قال: ليُعطوكه، فإنك أتيت محمداً لتعرض لما قبله، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً، قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك كارهٌ له، قال: وماذا أقول، فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه، ولا بقصيدته مني، ولا بأشعار الجن، والله ما يُشبه الذي يقول شيئاً من هذا، ووالله إنَّ لقوله الذي يقول حلاوةً، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمرٌ أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يُعلى، وإنه ليحطم ما تحته قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال: فدعني حتى أُفكر فيه، فلمَّا فكر قال: هذا سحرٌ يؤثر، يأثره عن غيره، فنزلت: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا}. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. ثم رواه البيهقي من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة قال: جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: اقرأْ عليِّ، فقرأ عليه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} قال: أعِدْ، فأعاد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوةٍ، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدِقٌ، وما يقول هذا بشر. =