للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسالةً إلى أمير المؤمنين؟ فسكت، فقال: إن عبد الله بن إسحاق أخبرني أن الوابِصِيَّ (١)، قال له: إني أشهد عليه أنه قال: إن أحمد يعبُدُ ماني (٢)! فقال: يا أبا يوسف يكفي الله، فغضب يعقوب، والتفت إلي فقال: ما رأيت أعجب مما نحن فيه. أساله أن يُطلَق لي كلمةً أُخبِرُ بها أميرَ المؤمنين، فلا يفعل!!

قال: ووجَّه يعقوب إلى المتوكل بما عمل، ودخلنا العسكر، وأبي منكسُ الرأس، ورأسهُ مُغطَّى. فقال له يعقوب: اكشف رأسك، فكشَفَه. ثم جاء وصيفٌ يريد الدار، ووجَّه إلى أبي بيحيى بن هَرْثَمَة (٣)، فقال: يُقرِئُك أمير المؤمنين السلام، وقال: الحمد لله الذي لم (٤) يُشمِّتْ بك أهل البِدَع، قد علمت حال ابن أبي دواد، فينبغي أن تتكلَّم (٥) فيه بما يجبُ لله.

إلى قوله: وجعل يعقوب وغياث يصيران إليه، ويقولان له: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول في ابن أبي دُوَاد وفي ماله فلا يجيبُ بشيءٍ إلى قوله:


(١) هو عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر، من ولد وابصة بن معبد وكان يتولَّى قضاء بغداد. مات سنة ٢٤٩ هـ. له ترجمة في تاريخ بغداد ١٤/ ٥٢ - ٥٣، و" التهذيب " ٦/ ٣٢٢ - ٣٢٣.
(٢) ماني هو أحد نبهاء الفرس، وقد ظهر في القرن الثالث الميلادي في إيران، وانتقل إلى الهند للتبشير بمذهبه، إلاَّ أن ملك الهند سابور الثاني قام بإعدامه. ومذهبه مزيج من معتقدات الزرادشتية والنصرانية والبوذية، كالإيمان بالصراع بين إلهين اثنين: إله الخير والنور، وإله الظلمة والشر، وإباحة نكاح الأخوات والبنات ... ولقد انتشرت المانوية في فارس، والهند، والتيبت، والصين، وتركستان، حيث بقيت حتى القرن الحادي عشر الميلادي.
(٣) في (أ) و (ج): أبي يحيى بن هزيمة، وهو تحريف.
(٤) " لم " ساقطة من (أ).
(٥) في (ب): تكلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>