ورحل فسمع بالمدينة من ابن كنانة، وابن الماجشون، ومطرف روى عنه محمد بن وضاح، وقاسم بن محمد، ومحمد بن لبابة.
قال ابن أبي دليم: وكان فقيها، وغلب عليه الزهد والورع، وشوور بقرطبة مع ابن حبيب، وأصبغ بن خليل، وعبد الأعلى بن وهب.
قال الرازي: ولى قضاء طليطلة، وقد كان امتنع وقال: لا أحسن القضاء.
قال محمد بن حارث: ولى الأمير محمد بن عبد الرحمان أبانا قضاء جيان (٣١١)، فأبى واستعفى، فأمر الأمير أن يوكل به الحرس، حتى يبلغ به جيان، ويكره على الحكم.
ففعلوا ذلك حتى أجلسوه، وحكم بين الناس يوما واحدا، فلما أتى الليل هرب على سقوف البيوت، فسقط واندقت فخذه، وأصبح الناس يقولون: هرب القاضي!
فانتهى الخبر إلى الأمير فقال: هذا رجل صالح، وأمر أن يبسط له الأمان، وأن يخرج.
فلما خرج ولاه الصلاة بقرطبة، وقال: نحن أحق به من غيرنا.
سئل أبان عمن له غرفة أراد أن يفتح لها بابا على مقبرة.
فقال: لا يجوز أن يفتحه على مقبرة المسلمين.
قال أبو عبد الملك: كان الغالب عليه الفقه، وكان كثير العمل، كثير الصيام، قال لي ابن لبابة: لم أنظر قط لوجه أبان ألا وجدت الموت. وكان يصف فضله وزهده وورعه.
(٣١١) أ: ولى الأمير محمد بن عبد الرحمان أبانا قضاء جيان - ك م: ولى للأمير محمد بن جيان أياما قضاء جيان - وظاهر أن الأول هو الأصح كما يتبين من بقية الكلام في الموضوع.