للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبلغ من تقشفه وزهده، أنه كان يركب ثورا من باب أبي الربيع بالقيروان، حتى ينتهى إلى منزله بالروحاء، فإذا كلم في ذلك، قال: حسبك من الدواب ما بلغك المنهل.

وولاه ابن طالب قضاء قصطليه، ويقال: سحنون، فامتنع، حتى تخلص.

وكان عارفا بأخبار علماء افريقية، وطال عمره.

قال ابن أبي خالد: وكان زاهدا، ورعا، متعبدا، فاضلا، عالما بكتبه.

قال أبو القاسم بن تمام: رأينا منه من الاجابات والفراسات أمرا عظيما، مرض ابنى أحمد، قلت له: أريد السفر، فإن حدث بأحمد الموت توليته وصليت عليه.

فقال: اذهب إلى سفرك، فما هو بميت من هذه المعلة - وأراه أقسم - فلم يمت منها.

قال محمد بن يونس السدرى: سألت أبا عياش عن التجارة بالقمح وحكرته، فأباح لي ذلك في وقت كثرة رخصه، ومنعه في وقت غلائه، إلا ما لابد منه للقوت.

وقال: هذا بخلاف الزيت.

يريد إباحته في كل وقت.

واحتج بأن ابن المسيب كان يحتكر الزيت.

وكان يميل إلى الرقائق والوعظ، ويختم بذلك مجلسه، ويقطع له ولغيره بأنه مؤمن عند الله، على رأى محمد بن سحنون، ومن قاله قبله.

مات في صفر سنة خمس وتسعين ومائتين.

ومولده سنة سبع ومائتين.