قال أبو العرب: كان صالحا، ثقة في نفسه، سمع من سحنون، وهو من كبار أصحابه، ومن يحيى بن سلام، ومن أبي خارجة، ومعاوية الصمادحى، وأسد بن الفرات، ومن ابن غانم مسألة واحدة.
وأخذ عنه الناس.
وفي كتبه خطأ وتصحيف.
قال محمد بن حارث: كان ظاهر الوجاهة والتقدم، معدودا في أصحاب سحنون.
قال أبو العباس الأبياني: كان أبو داود العطار أقرب أصحاب سحنون إليه، وكان يرضاه جدا، وكان مختلطا بأهل دار سحنون، لمكانه عنده، فشهد عنده بشهادة في قضائه، فكتب سحنون لابن عبدوس فيه، فلم يمض شهادته، وكان ابن عبدوس يكتب لسحنون وصاحب كشفه من الشهود، فأنكر سحنون ذلك على ابن عبدوس، وأرسل إليه، وسأله عن سبب رده له، وقال له: هل لأحد في أبي داود توقف؟
فقال له ابن عبدوس: خطرت يوما بحانوته، فرأيت بعض أهل القصر يشترى من غلامه.
فبلغ ذلك أبا داود، فأتى ابن عبدوس وقال له: أخبرنا ما أنكرت علينا، للانا نصلحه.
فذكر له القصة.
فقال له أبو داود: الغلام حر، والمال ماله.
فأخبر ابن عبدوس سحنونا، فسر بذلك، وقال: قد علمت أنه يبعد من الريبة.
توفى في ذى الحجة سنة أربع وسبعين ومائتين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة.