للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والاسناد من أبيه، وابن صاعد عن يساره، وأبو بكر النيسابورى بين يديه، وسائر الحفاظ حول سريره.

وكان يذكر حديثا عن جده يعقوب، لقنه وهو ابن أربع سنين، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن الحسن: "لا بأس بالكحل للصائم".

قال أبو عبد الله بن عرفة نفطويه فى تاريخه: أبو عمر لا نظير له فى الحكام (١٣)، عقلا، وحلما، وتمكنا، واستيفاء (١٤) للمعاني الكثيرة باللفظ اليسير، مع معرفة بأقدار الناس ومواضعهم، وحسن التأنى فى الأحكام، والحفظ لما يجرى على يديه.

وقال طلحة بن محمد: اذا بالغنا في وصفه كنا إلى التقصير فيما نذكره من ذلك أقرب.

ومن سعادة جده، أن المثل ضرب بعقله وحلمه، وانتشر على لسان الخطير والحقير ذكر فضله، حتى ان الانسان اذا بالغ في وصف رجل قال: "كأنه أبو عمر القاضى"، وإذا امتلأ غيظا قال: "لو أنى القاضي أبو عمر ما صبرت" سوى ما انضاف إلى ذلك من الجلالة والرياسة والصبر على المكاره، واحتماله لكل جريرة ان لحقته من عدوه، وغلط ان جرى من صديقه، وتعطفه بالاحسان إلى الكبير والصغير، واصطناع المعروف عند الدانى والقاصي، ومداراته للنظير والتابع، ولم يزل على ذلك يزداد طول الزمان جلالة ونبلا.

قال القاضى (١٥) في كتابه: كان القاضي أبو عمر، ممن يباهي به الملك، ويحسن ببقائه الدهر، ويسر به المسلمون. وقال في موضع آخر: كان من زينة الزمان.

قال أبو اسحاق الشيرازي (١٦) - وذكره في هذه الطبقة من أئمة المالكية - في تعريفه: كان حاجب القاضى اسماعيل أولا، ثم ولي القضاء بعده، ثم ولى بعده هو ابنه أبو الحسين، فكان يقال: اسماعيل


(١٣) ط: في الحكام - أ م: في الاحكام.
(١٤) أ ط: واستفياء المعانى الكثيرة - م: واستفادة المعاني الكثيرة.
(١٥) م: القاضي ط أ: غير واضحة.
(١٦) الطبقات: ١٦٥.