واتكأ على حتى انتهينا الى الوراقين، فتلقانا رجل، فقال الشبلي: غدا يكون لى مع الشيخ شأن.
وصلينا ثم عدنا، فتثاقل غدا، ومات من الليل فقيل لى: في موضع كذا شيخ صالح يغسل الموتى، فدلوني عليه سحرا، فنقرت الباب خفيفا وقلت: سلام عليكم.
فقال: مات الشبلي؟
قلت: نعم،
فخرج الى، فاذا بالشيخ الذي لقيناه بالأمس،
قلت: لا اله الا الله! تعجبا، ثم قلت: بحق معبودك، من أين لك أن الشبلي مات؟
فقال: يا أبله! من أين للشبلى أن يكون لى معه شأن من الشأن اليوم؟
وذكر أن الشبلى لما احتضر قيل له: قل لا اله الا الله، فأنشد:
ان بيتا أنت ساكنه … غير محتاج الى السرج
وجهك المأمول حجتنا … يوم ياتي الناس بالحجج
لا أرانى الله من فرج … يوم أدعو فيك بالفرج
قال بعض أصحابه: رأيت الشبلى فى النوم، فقلت له: يا أبا بكر! من أسعد أصحابك بصحبتك؟
قال: أعظمهم لحرمات الله، وألهجهم بذكر الله، وأقومهم بحق الله، وأسرعهم مبادرة فى مرضاة الله، وأعرفهم بنقصانه، وأكثرهم تعظيما لما عظم الله من حرمة عباده.
ورآه آخر بعد موته فقال له: ما فعل الله بك؟
فقال: لم يطالبنى بالبراهين على الدعاوى، الا على شيء واحد: قلت يوما: لا خسارة أعظم من خسران الجنة ودخول النار،