للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال مسرة بن مسلم: لما كانت الليلة التى ولى فيها أبوه القضاء، رهن الفأس في خبز وزيت.

قال ابن حارث: سلك طريقة (٤٤٤) أبيه فى الحفظ والفقه، وكان معظما لعلمه وابوته، فقيها نافذا (٤٤٥).

قال بعضهم: كنت في حلقة حماس، اذ دخل عليه رجل بمرقعة صوف، فقام اليه فأجلسه (٤٤٦) موضعه، وحول اليه وجهه ساعة، فلما خرج قام معه.

فقال له: يا سيدي! لا تفعل. فقال حماس: هذا فرض على.

فقام ابنه سالم والطلبة: يا سيدنا من هذا؟

قال لهم: هذا أبو هارون الأندلسي، مجاب الدعوة، وهو من الأبدل، وممن ترجى بركة دعائه، يا بني! الحقه، وخذ بحظك منه.

فلحقه سالم، فدفع اليه خمسة دنانير، ودراعة، وجبة صوف، ومنديلا، وسراويل. وأعلم أباه بذلك.

فلما كان من الغد دخل عليه (٤٤٧)، وقال له: رأيته يا سيدى كما كان أول مرة في مرقعته وعباءته.

فقال حماس: يا بنى ذلك من الأبدال، يتأسى بأهل الصفة، لا تبيت معه بيضاء ولاصفراء (٤٤٨)، ولا شيء من الدنيا الا ستر عورته، وسد جوعته، نفعك الله يا بنى بذلك، فلقد (٤٤٩) نفعنى الله تعالى بدعائه. توفى سنة سبع وثلاثمائة.


(٤٤٤) في بعض النسخ: طريق
(٤٤٥) أ: نافذا - ط م: ناقدا.
(٤٤٦) عند طا: وأجلسه.
(٤٤٧) عند طا: اليه.
(٤٤٨) فى بعض النسخ: بيض ولا صفر.
(٤٤٩) في بعض النسخ: فقد.