للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: لا أختار شيئا، ولو كان هذا كان الأنصار كلهم في النار.

قلت له: ان عائشة تقول: فعلته أنا ورسول الله ، فاغتسلنا.

فقال: وما يدريها ما كان من رسول الله ؟

فقيل: ان النساء يحسسن ذلك.

فقال: هكذا! وسكت.

وذكر أن أمه كانت ترى وهى حامل به، من يقول لها: في بطنك نطفة تستضيء بها الدنيا.

وكان مجلسه فى مناظرته من أجل * مجالس علماء قرطبة في وقته.

قال أحمد بن خالد: كانت أمى تغزل وأبيع غزلها، فأشترى به الرق والكتب.

قال ابن عبد البر: لم أره يستدبر القبلة قط، ويقعد للناس في مجلسه حيث انتهى به المجلس، ولا يتبسم، وعزم عليه آخرا في الانتقال الى الجامع بأمر أمير المومنين، بما لم يجد منه بدا، وعمارته بنشر العلم، بعد موت محمد بن لبابة، فأجاب الى ذلك بعد اباية شديدة.

وكان في شهر رمضان وعشر ذي الحجة (٦٠٥) لا يجلس لأحد، انما يقطعها بالعبادة.

وسمع منه عالم كثير، وألف مسند حديث مالك، وكتاب فضل الوضوء والصلاة وحمد الله، وكتاب الايمان، وكتاب قصص الأنبياء .

ولم يزل على الانقباض والعبادة ولزوم بيته ونشر علمه الى أن مات .


(٦٠٥) أ ط: وعشر ذي الحجة - م: وذى الحجة.