للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال محمد بن عيسى بن رفاعة: شهدت فضلا يقرأ على يحيى بن عمر، فاذا أراد أن يقلب الورقة، لم يتوقف، واستمر، كأنه حفظ ظاهرا، وما علمت أن أحدا تقدمه بالقيروان في الحفظ.

وذكره أبو العرب في تاريخ الافريقيين، قال: شهدته وقد خرج من عند المغامى، فسمعت المغامى يقول عنه: نعم المرجو، ونعم الشاب.

وقال أبو محمد بن حزم الداودي: كان فضل من أعلم الناس بمذهب مالك.

قال ابن حارث: كان حافظا فقيها، لا شغل له ليله ونهاره، الا الدرس والمناظرة، والكلام فى الفقه، وحن إلى البيرة بلده، فلما حلها وجد فقهاءها قد تمكن سؤددهم، وتفننهم (٧٠٤) في المدونة خاصة، فلما جالسهم وذكر لهم أقوال أصحاب مالك، قالوا: دع هذا عنك، فلسنا نحتاج اليه، طريقنا كلام ابن القاسم لا غيره. فرأى زهدهم في علمه، فانصرف إلى بجانة.

وله مختصر فى المدونة، ومختصر الواضحة، زاد فيه من فقهه، وتعقب على ابن حبيب كثيرا من قوله، وهو من أحسن كتب المالكيين.

وله مختصر لكتاب ابن المواز، وكتاب جمع فيه مسائل المدونة والمستخرجة والمجموعة.

ولفضل أيضا جزء في الوثائق حسن.

وله ابن سماه سلمة من أهل العلم، يروى عن أبيه، يأتي ذكره.

قال ابن حارث: وأدركت من ولده رجلا يكنى أبا سلمة، اسمه الفضل بن سلمة (٧٠٥) وقد انقرضوا.

حدث عن فضل أحمد بن سعيد بن حزم القرطبي، وسعيد بن عثمان، ومحمد بن عبد الملك الخولاني، وأحمد بن خالد بن عبيدة،


(٧٠٤) م ط: وتفننهم - ا: وتفقههم.
(٧٠٥) قوله: اسمه بن سلمة، ساقط من نسخة م.