إلا بإذننا، فلم تفعل، ولابد من تأديبك، لأرشد بك مثلك. فمضي به الى السجن، فلما وصل القاضي الى داره، أمر بإطلاقه، وقال: ما فعلنا به، أدب له. قال المؤلف رضي الله عنه: قد مرّ في أخبار سحنون مثل هذا. قال ابن مسعود: لوى القاضي ابن السليم، للوزير أبي زيد بن خدير بإنفاذ تسجيل له، فاستبطاه أبو زيد، وكتب إليه يعتبه بشعر أوله:
إليك بك الشكوى لعلك موصلي ... وإن كنت قد ضيعت سبل توصلي
عتب عليه فيه، وشكا من مطلعه ثم قال:
إذا لم يكن منك الجميل فإنني ... رضيت بأن أعتاض حسن التنصّل
لأجعل دون الصبر للوصل عقله ... عسى وطناً يبقى لنا بالتجمّل