للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا بإذننا، فلم تفعل، ولابد من تأديبك، لأرشد بك مثلك. فمضي به الى السجن، فلما وصل القاضي الى داره، أمر بإطلاقه، وقال: ما فعلنا به، أدب له. قال المؤلف رضي الله عنه: قد مرّ في أخبار سحنون مثل هذا. قال ابن مسعود: لوى القاضي ابن السليم، للوزير أبي زيد بن خدير بإنفاذ تسجيل له، فاستبطاه أبو زيد، وكتب إليه يعتبه بشعر أوله:

إليك بك الشكوى لعلك موصلي ... وإن كنت قد ضيعت سبل توصلي

عتب عليه فيه، وشكا من مطلعه ثم قال:

إذا لم يكن منك الجميل فإنني ... رضيت بأن أعتاض حسن التنصّل

لأجعل دون الصبر للوصل عقله ... عسى وطناً يبقى لنا بالتجمّل

فأجابه القاضي بقوله:

أتاني قريض كالجمان المفصل ... بديع معانيه لطيف التوصّل

حباني به ندب كريم معظّم ... بأسلابه من ماجد متفضّل

خلا أن فيه بعض عتب ... لشخص يلام لتقصير وليس بمؤتل

وما عاق عن إنفاذ ما قد رغبته ... سوى خطأ في العقل غير محصّل

وغاب اللذان أخطآ في نظامه ... فلم يكتمل منه مراد مؤمّل

<<  <  ج: ص:  >  >>