للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال مروان العابد: رأيته بعد موته "في علبة، وعليه ثياب، فنظرته (٨٨٢)، فسألته، وكان يكلمنى، وكأنه يكلم قوما معه (٨٨٣) " فقال لى: قد جمعنا الله وأصحابنا من أهل العلم، فنحن نتناظر في العلم كما ترى عند مالك بن أنس .

ورثاه أبو محمد بن أبي زيد بقصيدة جيدة أولها:

يا ناصر اللدين قمت مسارعا … وبذلت نفسك مخلصا ومريدا

وذببت عن دين الإله مجاهدا … وابتعت بيعا رابحا محمودا

عهدي به بين الأسنة لم يكن … لله عند لقا العدو كمودا

كانت حياتك طاعة وعبادة … فسعدت في المحيا ومت سعيدا

يا قرة للناظرين وعصمة … للمسلمين وعدة وعديدا

يا فاتق الرتق الخفى بعلمه … ومبينا للمشكلات مفيدا

جمعت كل فضيلة ونقيبة … وحويت علما طارفا وتليدا

وبرعت بين أصوله وفروعه … فقهرت ما قد كان منه عتيدا

يا أيها المحسود في أخلاقه … وفعاله لا لمت فيك حسودا

أفديك من ورع عليم فاضل … لك في الورى ما إن رأيت عنيدا

يبكى إذا غسق الدجى بمدامع … قد خددت في خده أخدودا

إن فاتنى نظر إليك فلم يفت … ذكر يحل من السلو عقودا

ومدامع تشفى وتطفى بالحشا … نارا إذا طفيت تزيد وقودا

ورثاه أيضا أبو القاسم الفزاري بقصيدة أولها:

عليك أبا الفضل استباق دموعي … وشغلي بأنواع الأسى وولوعى


(٨٨٢) أ ط: فنظرته - ط: غير واضحة.
(٨٨٣) ما بين قوسين ساقط من نسخة م.