للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وبلغني عن بعض العلماء أنه كان يقول: بالقيروان رجلان، يدعى كل واحد منهما باسم صاحبه، وهما: أبو الحسن الدباغ، وأبو إسحاق السبائي، يقال للدباغ عالم، وأولى أن يسمى عابدا [١]، والسبائي يسمى عابدا، وأولى أن يسمى عالما، لأنه كان يدري العلم ويعرفه، ويتذاكر العلماء بحضرته وفي مجلسه، وهم أبو محمد بن أبي زيد، وهو الملقى عليهم، وأبو القاسم بن شبلون، والقابسي، وسعيد بن إبراهيم، وغيرهم، وكل من يعرف مسألة كان يحضر مجلسه، فإذا تنازعوا، فصل بينهم بأمر يرجعون إليه كلهم فيه، ويستشيرونه في جميع أمورهم، فكان موفقا في كل ما يشير عليهم فيه [٢].

وكان أبو محمد بن أبي زيد يقول: ما هذا الذي نحن فيه إلا من بركته ودعائه.

قال أبو الحسن [٣]، ما انتفعت [٤] إلا بدعائه، فإنه قال لي: أعلى الله قدرك في الدنيا والآخرة.

وكان أبو جعفر أحمد بن نصر الفقيه يقول: لا تعارضوا أبا إسحاق (فإنه لو وزن إيمانه بإيمان أهل المغرب لرجحهم [٥].

وسأل رجل أبا محمد بن أبي زيد فقال له، هل تعلم أحدا في أقطار الأرض يشبه أبا إسحاق؟) [٦]

قال: أما في إيمانه فما علمته - يعنى في وقته.


[١] وأولى أن يسمى عالما، أط، وهو أولى بأن يسمى عالما: م.
[٢] في كل ما يشير: أ م. في جميع ما يشير: ط.
[٣] وقال ابن الحسن أط. قال أبو الحسن: م.
[٤] ما انتفعنا، أ، ما انتفعت: ط م.
[٥] لرجحهم: أم لرجحه، ط.
[٦] (فإنه لو وزن … أبا إسحاق)، ا ط - م.