وكان أبو القاسم عبد الحق بن شبلون يقول: أبو حفص افقه من أبي سعيد ابن أخي هشام.
وكان أبو جعفر الأجدابى يقول: أبو سعيد أحفظ وأفقه.
قال بعضهم: قلت لأبي إسحاق السبائي: يدخل إليك [١] العلماء فلا تقوم لأحد منهم إلا لأبي حفص.
فقال لي: أبو حفص عالم عامل.
وكان يقول: إذا أردت أن ترى العالم العامل فعليك بأبي حفص ..
قال أبو بكر: وكان قد جمع الله فيه خصال الخير كلها، وكان الفقهاء [٢] والمتعبدون يعظمونه ويفضلونه، وكانت له همة عالية، ومحضر عظيم، ولكنه [٣] لم يطل عمره، وتوفى في حياة أبيه.
قال: ودخل يوما على أبي إسحاق، فقام إليه وتلقاه وصافحه، وقال له: ما الذي أتى بك؟
فقال: نعتني نفسي، وأظن أجلى قرب، فأردت أن أجدد عهدا بك، فقال له أبو إسحاق: جمع الله شمل المسلمين بك، وأبقاك لهم.
وتوفى شابا وأبوه حي، فذكر القابسي: أنه دخل إلى أبي عبد الله - وابنه أبو حفص في النزع - وهو جالس في يده جزء من القرآن، وفي المجلس أبو سعيد بن أخى هشام، وابن التبان، وابن أبي زيد، والشيخ على حاله، يقرأ جزاه، ثم يحول وجهه إليهم ويقول: كيف رأيتم أبا حفص؟
فتقول [٤] الجماعة: خير إن شاء الله.
[١] إليك: أ ط. عليك: م.
[٢] الفقهاء: أ ط - م.
[٣] ولكنه: أ م، ولكن: ط.
[٤] فتقول، أط. فيقول: م.