للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأتيتك بها فاقبلها وصرفها [١] في مصالحك، فجزاه الأبهرى خيرا، وقال له: أنا في غنى عنها الآن، ورغب إليه في تصريفها فيمن يستحقها ليقع أجر موصيها على الله، فقال له القاضي ما أكثر تجملك، واى غنى بك عن هذا؟ فقال له: اخواني كثيرا ما يفتقدونى، وعرض عليه ثلاثة أكواس، في احدها [٢] قطع، وفي الآخر [٣] دراهم صحاح، والثالث [٤] رباعيات ومثاقيل ذهب وأراه ما فيها وقال له [٥]: أنا ابين لك انى لم أقل هذا تجملا، وإذا انا مت ووجد هذا عندى، فأي منزلة تكون لي؟ ورغب إلى القاضي في تفريقها على أهل [٦] الحاجة، فبكى القاضي، وقال له: جزاك الله عن نفسك خيرا.

وكان الأبهرى أحد أئمة القرآن [والمتصدرين لذلك، والعارفين بوجوه القراءة] [٧]، وتجويد التلاوة، وقد ذكره أبو عمرو الداني في طبقات المقرئين.

وتفقه على أبي بكر الأبهرى عدد عظيم [٨]، وخرج له جملة من الأئمة بأقطار الأرض من العراق، وخراسان والجبل، ومصر، وافريقية، كابي جعفر الأبهري، وأبي سعيد القزويني وأبي القاسم الجلاب، وأبي الحسن بن القصار وأبي عمر بن سعدى الأندلسي [٩]- نزيل المهدية، وابن عباس البغدادي وابن أبي تمام [١٠] وابن خويز منداد البصرى وأبي محمد الأصيلي، وأبي عبيد [١١] الجبيري [١٢] وأبي محمد القلعى، وغير واحد. ولم ينجب أحد [١٣] بالعراق من الأصحاب بعد إسماعيل القاضي


[١] فاقبلها وصرفها: م. فاقبله وصرفه: أط.
[٢] أحدها: أط. أحدهما م.
[٣] الآخر: أ. الأخرى: ط م.
[٤] والثالث: أ. وفي الثالث: م. وفي الثالثة: ط.
[٥] له: أط - م.
[٦] أهل: ط م - أ.
[٧] والمتصدرين .. القراءة: ط م - أ.
[٨] عظيم أط كثير: م.
[٩] سعدى الاندلسي: ط. سعد بن الأندلس: أ. سعد الأندلسي: م.
[١٠] وابن تمام: أ، وأبي تمام، ط م.
[١١] وأبي عبيد: ط م، وابن عبيد: أ.
[١٢] الجبيري: أ. الجيزي: م. الحيزي: ط.
[١٣] أحد أط. - م.