للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبها أملى كتابه في شرح الموطأ، ثم انتقل الى تلمسان؛ وكان فقيهًا، فاضلًا، عالمًا، متفننًا، مؤلفًا مجيدًا؛ له حظ من اللسان، (والحديث) [١]، والنظر؛ أخذ عنه أبو عبد الله البوني، وعليه تفقه؛ وألف كتاب النامي (١) في شرح الموطأ، والواعي في الفقه، والنصيحة في شرح البخاري، والايضاح في الرد على الفكرية، وكتاب الاصول، وكتاب البيان، وكتاب الاموال، وغير ذلك [٢]؛ وبلغني أنه كان ينكر على معاصره من علماء القيروان سكناهم في مملكة بني عبيد، وبقاءهم بين أظهرهم؛ وأنه كتب إليهم مرة بذلك، فأجابوه: اسكت لا شيخ لك؛ أرى لأن درسه كان وحده، ولم يتفقه في أكثر علمه عند إمام مشهور، وإنما وصل إلى ما وصل بإدراكه، ويشيرون أنه لو كان له شيخ يفقهه حقيقة الفقه [٣]، لعلم أن بقاءهم مع من هناك من عامة المسلمين، تثبيت [٤] لهم على الاسلام، وبقية صالحة للايمان وانه لو خرج العلماء من [٥] افريقية، لما بقي فيها من العامة آلاف الآلاف [٦]، فرجحوا خير الشرين - والله أعلم.


[١] والحديث: ط ن - ا.
[٢] بذلك: ا ن - ط.
[٣] الفقه: ا ط، الفهم: ن.
[٤] تثبيب: ط ن، اثبت: ا.
[٥] من: ا، عن: ط ن.
[٦] آلا الآلاف: ا، آلاف آلاف الالوف: ن، آلاف آلاف آلاف: ط.