للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الآن، أو كما قال؛ وحكي أنه رأى آخر يتبع واحدًا منهم ليقتله، فقيل [١] له: ما تصنع؟ فقال: زنديق يفضل علي بن الخطاب على عمه ابن أبي طالب، أو كما قال بلفظه العامي، فانتقم الله منهم على أيدي العامة المسلمين، وقتلوهم كل مقتل؛ فرعب المعز منهم، وأراد كسر شوكتهم، فدبر قتل زعيم السنة وشيخ هذه الدعوة؛ فلما كان يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال من السنة، أتى عامل القيروان ومعه خيل ورجل، فتقدم إلى مسجد أبي علي بعد صلاة العصر وهو جالس، وعنده [٢] جماعة؛ فطلع بعض رجالته إلى المسجد، فقتلوا أبا محمد بن العوف [٣] جليسه - وهم يظنونه أبا علي، إذ احتقرت أعينهم أبا علي، لكونه مناطًا [٤]، فلم يظنوه صاحب المجلس؛ وخرجوا، فلما عرفوا أنه ليس اياه، رجعوا فقتلوا أبا علي، وتعاوروه بسكاكينهم؛ وجردوا جماعة في المسجد، فحمل إلى داره وبه حشاشة [٥]؛ وتوفي [٦] في ليلته، فارتجت [٧] المدينة، وثارت الصيحة من نواحي القيروان؛ فمال أهل المنصورية من الرجالة والعبيد، فنهبوا جميع ما في حوانيتها حتى لم يدعوا حانوتًا؛ وألقيت النار في كبار الأسواق، ونهبت أموال التجار - وكانوا آمنين، وأموالهم بحوانيتهم؛ فذهل الناس، وخرجوا وشغلوهم بأنفسهم عن ذكر أبي علي وخبره؛


[١] فقيل: ا ن، قيل: ط.
[٢] عليه: ن - ا ط.
[٣] بن العوف: ا ط، بن العرياني: ن.
[٤] مناطا: ا، سناطا: ن، بياض في ط.
[٥] حشاشة: ا ن، خشاشة: ط.
[٦] وتوفي: ا، فتوفي: ط ن.
[٧] فارتجت: ا، وارتجت: ط ن.