للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال غير واحد: وكان [١] ابن زرب مع علمه عاملا [٢] مجتهدًا، ورعًا عفيفًا، كثير الصلاة والتلاوة، بصيرًا بالعربية والحساب؛ حسن الخطابة، قريب الدمعة، بهي المنظر، دقيق التفقه، مستبصرًا في المسائل، حافظًا للأصول، حاذقا بالفتوى [٣]، كثير الاقتداء، متثبتًا في أحكامه، وإليه كانت الخطبة والصلاة؛ وألف كتاب الخصال المشهور في الفقه على مذهب مالك، عارض به [٤] كتاب [٥] الخصال لابن كاوس الحنفي، فجاء غاية في الإنقان؛ (وله كتاب في الرد على ابن مسرة [٦]، وكان آخر حاله قد فر إلى العمل، وجد في القيام) [٧]، وأكثر الاستغفار، حتى قيل إنه كان يختم (القرآن) كل ليلة، ويقال إن سبب ذلك، حضوره المجلس الذي عقده ابن أبي عامر لعبد الملك بن منذر البلوطي وأصحابه، ونفذ الأمر بصلبه؛ وأخذ القاضي والحضور بمشاهدة ذلك؛ وذلك لتهمتهم في القيام على هشام الخليفة، وإقرار عبد الملك بذلك على نفسه؛ ويقال إن القاضي كان ينزع عندما استفتي بالآية ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ (١). وقيل نزع بها غيره، وان القاضي بكت ابن منذر لإقراره على نفسه [٨]، حتى زجره ابن أبي عامر، وقال له: تريد أن تشككه في


[١] وكان: ا، كان: ط ن.
[٢] عاملا: ا عالمًا: ط - ن.
[٣] بالفتوة: ا ط، بالفتوى: ن.
[٤] به: ا ن، فيه: ط.
[٥] كتاب: ا ن - ط.
[٦] ابن مسرة: ان، ابن منبه: ط.
[٧] (وله كتاب … في القيام): ا ط - ن.
[٨] على نفسه: ط - ا ن.