للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومثل ذلك قصة أخرى في رجلين رفعا إليه من العامة، أحدهما يدعي رق الآخر، وأنه أبق [١] منه منذ زمان، حتى علقه الآن - وهو بزي التجار؛ فأخذ الشيخ في إلطافهما ووعظهما. فلا يلقى منهما إلا إصرارًا؛ وتفرس في المدعي قوة أدته إلى طول عرضهما [٢]؛ فلعله يظفر ببغيته، فجعل يكلمهما معًا، ومنفردين في الرجوع إلى الحق فلا يغنيه؛ فكان فيما سأل عنه المدعي أن قال له: كيف كان اسمه عندك؟ فقال رزق، قال: فاكتم هذا - وكان قد تسمى بأحمد؛ وعاد إلى شأنه من مراوضتهما، إلى أن أظهر الضجر؛ وقال: اصرفهما يا غلام، وعرف الحكم أني ما أجد على المدعى عليه حجة، ولا شبهة توجب شيئًا غير ضامن يأخذه عليه، إلى أن يظهر غير هذا؛ فانطلقا عنه، وقد علت المدعي فترة أكسبت [٣] العبد [٤] طمعًا ألقاه في الغفلة، فلما ولوا [٥] ظهورهما، ناداه [٦] الفقيه: يا رزق، فلباه: نعم يا سيدي؛ فقال له: طال ما عنيتنا [٧] يا كذا، أطع مولاك؛ وقال لمولاه: قد بين عبدك فبهت العبد! وانقاد لسيده، فمضى معه.


[١] ابق منه: ط ن، ابن أمته: أ.
[٢] عرضهما: ط ن، عرضها: أ.
[٣] أكسبت: ط ن، اكتسب: أ.
[٤] العبد: أ ن، للعبد: ط.
[٥] ولوا: أ، ولوه: ط ن.
[٦] ناداه: أ، نادى: ط ن.
[٧] عيبتنا: أ ط. عنيتنا: ن.