للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منه الدارقطني أيضًا، وقد حدث عنه كثيرًا في كتابه في الرواة عن مالك؛ وسمع بها من أحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي علي الصواف، وأبي بكر الشافعي، وغير واحد، واضطرب بالمشرق مدة طويلة.

قال أبو عمر بن الحذاء: أقام بالمشرق نحو ثلاثة عشر عامًا أو أكثر، وسمع أيضًا ببغداد من أبي زيد عرضته الثانية في البخاري، وسمعه أيضًا من أبي أحمد الجرجاني؛ قال في كتاب ابن مفرج: وسمع به الحكم وهو بالمشرق مدة طويلة، فأقبل إلى الأندلس، فلما وصل إلى المريه، مات الحكم، فانعكس أمل الأصيلي، وبقي حائرًا هائما [١]؛ ثم نهض إلى قرطبة، ونشر بها علمه، فسار ذكره، وشرق بها فقهاء البلد؛ فبقى مدة مضاعًا، حتى هم بالإنصراف إلى المشرق؛ إلى أن عرف ابن أبي عامر مقداره، فنوه به، وأمر باجراء الرزق عليه باسم المقابلة؛ ثم ارتقت حاله إلى أكثر بتقليد الشورى، فنبه حاله.

قال غيره: انصرف إلى الأندلس إثر موت الخليفة الحكم سنة ست وستين، فأقام بقرطبة وابن أبي عامر على غاية التعظيم له، وسمع منه عالم كثير وبه تفقه أبو عمران الفاسي، وغيره.


[١] مقلا: ط ن، هائما: ا.