للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتعلق منهم من العلم بغير الفقه، ورواية الحديث، ولم يخض في شيء من النظر؛ وكان ابن عون الله شيخ المحدثين في طائفة من أصحابه، منهم أبو عمر الطلمنكي - تلميذه؛ قد أغروا به؛ فجرت بينه وبينهم قصص ومحاربات في مسألة الكرامات؛ فان ابن موهب كان يذهب فيها مذهب شيخه أبي محمد بن أبي زيد في إنكار الغلو فيها، وكان أولئك يجيزونها، ويسعون في رواية أشياء كثيرة منها؛ وكان يثبت نبوة النساء، ويقول بصحة نبوة مريم، وبإحالة بقاء الخضر أبد (الأبد) [١]، فجرت بينهم في هذه المسائل فتن، لا سيما عند موت ابن عون الله، تداركها ابن أبي عامر، فسير جماعة من الطائفتين عن الأندلس إلى العدوة؛ فيهم ابن القبري [٢]- هذا، مع طائفة من أضداده؛ وكان الأصيلي، وابن ذكوان - في طائفة من نحارير العلماء في حزب القبري، وجماعة من الفقهاء والمحدثين في الحزب الآخر؛ فخرج القبري إذ ذاك إلى العدوة، وبقي فيها مدة، أخذ


[١] أبدا: ن، أبد الأبد: ط، أبد الدنيا: ن.
[٢] ابن القبري: ا ط، ابن أبي القبري: ن.