للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسمع من أبي إسحاق الدينوري، وغير واحد؛ وكان عدة شيوخه ستين شيخا وانصرف فبقي بمصر والقيروان - مستكثرًا من مشايخه، متفقهًا عندهم في الحديث والمذهب؛ وورد [١] الأندلس، فلازم الأصيلي، وارتفعت طبقته في العلم، وولاه السلطان خطة الوثائق، والشورى، والقضاء بغير جهة، كاشبيلية، وبجانة؛ ولحقته فتنة البرابر [٢]، فلحق بالثغر، فولي هناك قضاء تطيلة، ثم استوطن سرقسطة - حتى مات بها؛ وذكره ابنه القاضي أبو عمر فقال: كان له علم بالفقه، والحديث، والعبارة للرؤيا.

قال أبو عبد الله الخولاني: كان من أهل العناية بالعلم، متقدمًا في الفهم والنبل؛ وكان من النقاد، يشبه المتقدمين في حفظهم وسيرهم [٣]، وألف شرحًا في الموطأ، سماه كتاب الاستنباط لمعاني السنن والأحكام من أحاديث الموطأ - ثمانين جزءًا، وكتاب التعريف برجال الموطأ - أربعة أسفار، وكتاب البشرى في عبارة الرؤيا - وهو شرح كتاب الكرماني - خمسة عشرة جزءًا، وكتاب الإنباه على أسماء الله، وكتاب الخطب والخطباء.

قال ابنه أبو عمر: ما حدثت عندنا حادثة إلا وقد أنذر بها أبي - حسبما دلت عليها الرؤيا. (فنجدها كما قال) [٤].


[١] وورد: أ ط، ورد: ن.
[٢] البرابر: أ ط، البربر: ن.
[٣] وسيرهم: أ ط، وسيرتهم: ن.
[٤] فنجدها كما قال: ط ن - أ.