للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الباجي: كان شيخا صالحا، يكنى بالضابط، سمع من أبي سعيد السجزي، وأبي سعيد الواعظ، وأبي بكر المطوعي، وأبي الحسن الطائي الفقيه، وأبي الحسن بن فراس، وأبي القاسم السقطي، وأبي ذر، والقاضي ابن العباس الكوخي، وأبي عبد الله الوشا، وأبي العباس الكساي [١]، وأبي الحسن القروسي، وأبي الفضل ابن أحمد الهروي، وغيرهم؛ وانصرف إلى الأندلس سنة ثلاث وثلاثين - راغبا في الجهاد، فلم يزل مثابرا عليه بالثغور - والناس يأخذون عنه خلال ذلك.

حدث عنه خلق كثير، منهم: أبو عبد الله بن عتاب الطرابلسي، ومحمد بن الحصار، وأبو حفص الهروي؛ وآخر من حدث عنه بالإجازة شيخنا أبو محمد بن عتاب، ودخل قرطبة، فسمح منه بها كتاب مسلم، وأجازه لكل من دخل قرطبة من طالبي العلم.

قال القاضي أبو الأصبغ: سأله ابن عتاب سماع كتاب مسلم، وكان الشيخ سمعه من الشنتجالي، فقال لي: أنتم ونحن سواء، قد أجاز الشنتجالي لكل من دخل قرطبة من طالبي العلم.

قال المؤلف: ذكرنا هذه الحكاية ليعلم [٢] أن مذهب هؤلاء الثلاثة، جواز إجازة المجهول المختلف فيها، وقد رأيت إجازة


[١] الكساي: ا ن، الكناني، ط.
[٢] ليعلم: ا ط، لتعلم: ن.