للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يلزمهم (١)، ولا تبطل نكاحاتهم؛ وشاعت فتواه، فأنكرها جميع فقهاء افريقية بالقيروان، وغيرها؛ وكانوا من التشديد [١] على هذه الطائفة المارقة وكل من يتعلق بهم - حيث كانوا؛ والعامة أشد من ذلك، لا سيما بظهورهم عليهم وبغضهم فيهم؛ وأرسلوا [٢] إلى أبي إسحاق في معاودة النظر، وأن يرجع؛ فأبى إباء شديدا، وخالف الجميع، واستحقر شأن مخالفته؛ وانتهت القصة إلى السلطان المعز، فجمعهم ببعض الجمع عنده في المقصورة، وناظروه؛ فأظهر الإنابة إلى قولهم، والرجوع إليهم، ثم خلا بأصحابه، فأنكروا عليه رجوعه عن قولهم، وأنه الحق الذي لا يجب سواه؛ وكان رأى الفقهاء سد هذا الباب للعامة على هؤلاء الكفرة، وأن بني عبيد زنادقة، وأن الداخل في دعوتهم - وان لم يقل بقولهم - كافر لتوليه الكفرة؛ فأظهر أبو إسحاق التمادي على قوله، وإنكار الرجوع عنه؛ فمشى الناس في هذا بعضهم إلى بعض، وامتزج فيه القيام لله ﷿ بالشهوة [٣] من العصبية [٤] للفقهاء في ذلك؛ وأتتهم مكاتبات علماء الجهات بإنكار ذلك، وأن المفتين [٥] بهذه المقالة الخبيثة من المصريين والشاميين قد


[١] التشديد: ا. التشدد: ط ن.
[٢] في نسخة ن قبل (وارسلوا) بياض.
[٣] الشهرة: ا، الشهوة: ط ن، في نسخة ن بعد الشهوة: بياض، العصبية للفقهاء: ا ط.
[٤] العصبية الغلبة - بعدها بياض - ن.
[٥] المفتين: ط، المنتقمين: ا، المتهم: ن.