للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القرشي؛ وتفقه مع التونسي، والسيوري، وبابن بنت خلدون، وغيرهم؛ وحج مرتين، فلقى في احداهما أبا محمد عبد الوهاب ابن نصر، وأبا ذر الهروى؛ وحج أخيرا بعد أن أسن وكبر، وبعد صيته فلقى بمكة -إذ ذاك- امام الحرمين ابا المعالي، العالم المتكلم، وذلك بعد الخمسين [١]؛ فباحثه (عن أشياء) [٢]، وسأله عن مسائل اجابه [٣] عنها ابو المعالي، وهي [٤] مؤلفة مشهورة في أيدي الناس؛ وكان عبد الحق يعترف بفضله، ويقول: اولا كبر سني، ما فارقت عتبة منزله؛ وكان الآخر يجله ويعترف بفضله، سمعت شيخنا أبا القاسم عبد الرحمان بن محمد يقول: وكان أراهما اذ ذاك -بالحجاز- أنهما اجتمعا للصلاة [٥]، فقدم أبو المعالي شافعي المذهب، وتكرر عبد الحق بعد هذا ببلاد مصر - إلى أن توفي بها؛ وكان فقيها، (فهما) [٦]، صالحا، دينا، مقدما [٧]، بعيد الصيت، شهير الخير، مليح التأليف.

وألف كتاب النكت، والفروق لمسائل المدونة - وهو من أول ما ألف؛ وهو مفضل عند الناشئين من حذاق الطلبة، ويقال إنه ندم بعد ذلك على تأليفه، ورجع عن كثير من اختياراته؛


[١] وذلك بعد الخمسين: ا، وذلك سنة - (بياض) وخمسين: ط ن.
[٢] عن اشياء: ط ن - ا.
[٣] اجابه: ا ط. أجاب: ن.
[٤] وهي: ا، هي: ط ن.
[٥] اجتمعا للصلاة: ا، اجتمعا - وحانت الصلاة: ط ن.
[٦] فهما: ط ن - ا.
[٧] مقدما: ا ط - ن.