للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبغرناطة من يحيى بن زكرياء القليعي الفقيه، وطليطلة من القاضي ابن أسد، وابن ارفع رأسه، وأجازه أبو عمر بن عبد البر؛ كان جيد الفقه في الأحكام، وله في الأحكام كتاب حسن، سماه "الأعلام، بنوازل الأحكام"، وولي بقرطبة الشورى، وكتابة حاكمها ابن جريس - إلى أن خرج مع القاضي أبي زيد الحشا كاتباً له؛ ثم فارقه لامر نقمه عليه، فدخل قرطبة مختفياً، وكان ابن عتاب يعلو به ويثني عليه.

وجاز البحر إلى سبتة، فنوه بمكانة صاحبها البرغواطي، فرأس فيها، وأخذ عنه جماعة من فقهائها؛ منهم: قاضي الجماعة أبو محمد بن منصور، والقاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البصري، والفقيه أبو محمد بن جعفر ولازمه، وكتب له أيام قضائه بطنجة، وغرناطة؛ وسمع منه الفقيه أبو عبد الله بن عيسى التميمي، ثم ترك الرواية عنه؛ وسمع منه الفقيه أبو عبد الله ابن عبد الله.

قال (عياض): وسمع منه خالاي: أبو عبد الله، وأخوه ابنا الجوزي؛ وولي قضاء طنجة ومكناسة، ثم رجع إلى الاندلس فولي قضاء غرناطة إلى أن دخلها المرابطون، فبقي يسيراً ثم عفي منها، وبقي بغرناطة إلى أن توفي سنة نيف (١) وثمانين (٢).


(١) الذي في الصلة أنه توفي سنة (٤٨٦ هـ).
(٢) انظر مختصر ابن حمادة، اللوحة: ١٣٧ - (ب).