للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان أبو محمد أوحد عصره علماً، وتقى، وجلالة، ودينًا؛ حمل من أشياخ سبتة، ورحل إلى الاندلس، فسمع من الاصيلي، وأبي بكر الزبيدي؛ ورحل في نحو الثمانين فدخل القيروان، وسمع من أبي محمد بن أبي زيد كتبه؛ وسمع بمصر من ابن المهندس، والوشا، وقيل إنه دخل العراق؛ وكان متفننًا في علوم جمة، قائماً بمذهب المالكية، نظاراً، حافظاً، بليغاً، أديباً، شاهراً مجيداً؛ وشاوره ابن زوبع في حياته، ثم اعتمدت الشورى عليه - إلى أن مات؛ قيل إن رجلا من أهل سبتة رفع مسألة إلى القيروان، فقيل له: أو ليس ابن غالب حياً؟ قال: نعم، قيل: ما ينبغي لبلد فيه مثله أن يرفع منه سؤال؛ وله أشعار كثيرة، ذكرناها في كتابنا في تاريخ أهل (١) سبتة، ونذكر ابنه القاضي أبا عبد الله بعد (٢) هذا - إن شاء الله.

وسمع عليه جماعة، فمن أهل سبتة: ابنه القاضي أبو عبد الله، وإسماعيل بن حمزة، وأبو محمد المسيلي، والقاضي ابن جماح، وابن علا قومه، وابن البربا؛ وتوفي في صفر سنة أربع وثلاثين (٣).

وكان له أخ يعرف بحمود، مات قديماً؛ وكان من أهل العلم، سمع أبا ميمونة دراس، وابن الأعرابي، وغيرهما (٤).


(١) يعتبر هذا الكتاب مفقوداً إلى الآن.
(٢) يعني في الطبقة الحادية عشرة.
(٣) أي وأربعمائة - كما في الصلة.
(٤) انظر مختصر ابن حمادة رقم (٦٧٢) اللوحة: ١٢٤ - (أ - ب).