للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن المبارك لبعض أصحابه، لا تغفل عن يوم ذكره الله في كتابه في ثلاثة وستين موضعاً وقال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة كذا وكذا. فقال ابن المبارك: لكني أعرف رجلاً لم يزل يقرأ البارحة التكاثر إلى الصباح ما جاوزها.

يعني نفسه. وذكر هو وغيره: أن ابن المبارك سئل عن ابتداء طلبه العلم فقال: كنت شاباً أشرب النبيذ وأحب الغنا وأطرب بتلك الخبائث، فدعوت إخواناً حين طاب التفاح وغيره إلى بستان لي، فأكلنا وشربنا حتى ذهب بنا السكر، فانتبهت آخر السحر فأخذت العود أعبث به وأنشد:

ألم يأن لي منك أن ترحما ... ونعصي العواذل واللوما

فإذا هو لايجبني إلى ما أريد. فلما تكررت عليه بذلك وإذا هو ينطق كما ينطق الإنسان: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله. قلت بلى، يا رب. فكسرت العود ومرقت النبيذ وجاءت التوبة بفضل الله بحقائقها، واقبلت على العلم والعبادة. وروي أن عبد الله ابن المبارك دخل الكوفة وهو يريد الحج، فإذا بإمرأة جالسة على مزبلة وهي تنتف بطة، فوقع في نفسه أنها ميتة، فوقف على بغلة وقال لها: ما هذه البطة أميتة أم مذبوحة؟

<<  <  ج: ص:  >  >>