ولينا قضاء الغرب عشرين حجة وكان ولي القضاء سنة إحدى وسبعين وهو ابن اثنتين وأربعين وتوفي وهو قاض كما قدمناه ومولده سنة ثمان وعشرين ومائة مع البهلول بن راشد في ليلة واحدة. وذكر بعضهم أنه سمع عند موته صوتاً لا يرون شخصاً يقول:
زارت ذئاب بعد طول عوائها ... لما تضمنه الضريح الملحد
وقيل بل رآه بعضهم في النوم ولما مات بكى عليه ابن الأغلب وجلس على كرسي ينتظر وقته، ووقف على قبره معه ابن عقال خال إبراهيم بن الأغلب، وجزع عليه، فسأله إبراهيم عن ذلك، فقال: كان لي صديقاً ودوداً. فقال إبراهيم والله ما ولينا أفريقية ولا أمناً حتى مات. وكان علي الهمة لما مات قومت كسوة ظهره بألف دينار.